الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                771 772 773 ص: وقد روي عن عائشة -رضي الله عنها- من قولها مثل ذلك أيضا: حدثنا يونس، قاله: أنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أنها كانت تقول: " إذا أصاب أحدكم المرأة ثم أراد أن ينام، فلا ينام حتى يتوضأ وضوءه للصلاة". " .

                                                حدثنا يزيد بن سنان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: أنا هشام ، قال: أخبرني أبي ، عن عائشة -رضي الله عنها- مثله، وزاد: "فإنه لا يدري لعل نفسه تصاب في نومه". .

                                                فمحال أن يكون عندها من رسول الله -عليه السلام- خلاف هذا، ثم تفتي بهذا، فثبت بما ذكرنا فساد ما روي عن الأسود مما ذكرنا، وثبت ما روي عن إبراهيم ، عن الأسود .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي قد روي عن عائشة من قولها عن نفسها وفتواها مثل ما روي عنها عن النبي -عليه السلام- أنه كان يتوضأ إذا أراد أن ينام وهو جنب.

                                                وأخرج ذلك عن طريقين صحيحين:

                                                الأول: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عروة ، عن عائشة.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": عن عثام بن علي ، عن هشام ، عن أبيه، عن عائشة: "في الرجل تصيبه جنابة من الليل فيريد أن ينام، قالت: يتوضأ أو يتيمم".

                                                [ ص: 550 ] الثاني: عن يزيد بن سنان القزاز البصري ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، عن عائشة... إلى آخره.

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا وكيع ، عن هشام ، عن أبيه، عن عائشة قالت: "إذا أراد أحدكم أن يرقد وهو جنب فليتوضأ؛ فإنه لا يدري لعله يصاب في منامه".

                                                قوله: "فإنه تعليل لقولها فليتوضأ" وأرادت بقولها "لعل نفسه تصاب" أنه يموت فجأة، أو يقع عليه هدم فيموت، أو يلذعه حيوان، ونحو ذلك من أسباب الموت، وهي كثيرة.

                                                قوله: "فمحال" مرفوع على أنه خبر لقوله: "أن يكون" لأن "أن" مصدرية في محل الرفع على الابتداء، والتقدير: كون حدوث هذا عندها محال، فافهم.

                                                قوله: "فثبت بما ذكرنا" أي إذا كان الأمر كذلك فثبت بما ذكرنا فساد حديث أبي إسحاق ، عن الأسود، وثبت حديث إبراهيم النخعي عن الأسود ، عن عائشة.




                                                الخدمات العلمية