الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3080 [ ص: 158 ] 61 - حدثنا محمد بن سنان ، قال : حدثنا فليح بن سليمان ، قال : حدثنا هلال بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، واقرؤوا إن شئتم وظل ممدود ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  صدر هذا الحديث مثل حديث أنس المذكور قبله ، وفيه الزيادة ، وهي قوله : " واقرؤوا " إلى آخره ، وقال الخطابي : الشجرة المذكورة يقال إنها طوبى ، وروى ابن عبد البر من حديث عتبة بن عبد السلمي مرفوعا : " شجرة طوبى تشبه الجوزة " قال رجل : يا رسول الله ، ما عظم أصلها ، قال : " لو رحلت جذعة ما أحاطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما " وروى ابن وهب من حديث شهر بن حوشب ، عن أبي أمامة قال : شجرة طوبى في الجنة ليس فيها دار إلا وفيها غصن منها ، لا طير حسن ، ولا ثمرة إلا وهي فيها " .

                                                                                                                                                                                  قوله : " في ظلها " أي راحتها ونعيمها من قولهم عن ظليل ، وقيل : معناه دارها وناحيتها ، كما يقال : أنا في ظلك أي في كنفك ، وإنما احتيج إلى هذا التأويل ; لأن الظل المتعارف إنما هو وقاية حر الشمس وأذاها ، وليس في الجنة شمس ، وإنما هي أنوار متوالية لا حر فيها ولا قر ، بل لذات متوالية ، ونعم متتابعة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ولقاب قوس " اللام فيه مفتوحة للتأكيد ، القاب والقيب كالقاد والقيد بمعنى القدر ، وعينه واو .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية