الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2971 47 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : حدثنا الليث عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن ابن المسيب ، عن جبير بن مطعم ، قال : مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله ، أعطيت بني المطلب ، وتركتنا ونحن وهم منك بمنزلة واحدة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 64 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 64 ] مطابقته للترجمة ظاهرة ، ورجاله قد ذكروا غير مرة ، والحديث أخرجه البخاري أيضا في مناقب قريش ، عن يحيى بن بكير ، عن الليث عن عقيل ، وفي المغازي عن يحيى بن بكير عن الليث عن يونس ، وأخرجه أبو داود في الخراج عن القواريري ، عن ابن المهدي ، وعن القواريري ، عن عثمان بن عمر ، وعن مسدد ، عن هشيم ، وأخرجه النسائي في قسم الفيء ، عن محمد بن المثنى ، وعن عبد الرحمن بن عبد الله ، وأخرجه ابن ماجه في الجهاد ، عن يونس بن عبد الأعلى .

                                                                                                                                                                                  ذكر معناه قوله : " عن ابن المسيب " في رواية أبي داود أخبرني سعيد بن المسيب قوله : " عن جبير بن مطعم " في رواية البخاري في المغازي من رواية يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب : " أن جبير بن مطعم أخبره " . قوله : " مشيت أنا وعثمان " ، وفي رواية أبي داود قال : " أخبرني جبير بن مطعم أنه جاء هو وعثمان بن عفان يكلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قسم من الخمس في بني المطلب فقلت : يا رسول الله قسمت لإخواننا في بني المطلب ولم تعطنا شيئا وقرابتنا وقرابتهم منك واحدة فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد " . قوله : " بمنزلة واحدة " لأن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، وجبير هو ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف ، فهما وبنو المطلب كلهم أولاد عم جده صلى الله عليه وسلم . قوله : " شيء واحد " بفتح الشين المعجمة ، وفي آخره همزة . قال عياض : روينا في البخاري هكذا بلا خلاف ، وقال الخطابي : روى بعضهم سي بكسر السين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف ، ومعناه سواء ومثل . قيل : هذا رواية الكشميهني هنا ، ورواية المستملي في المغازي ومناقب قريش ، وكذا رواية الحموي ، ويحيى بن معين وحده ، وقال الخطابي : هو أجود في المعنى ، وقال عياض : الصواب رواية العامة لرواية أبي داود : " إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام ، وإنما نحن وهم شيء واحد - وشبك بين أصابعه " . انتهى . وهذا دليل على الاختلاط والامتزاج كالشيء الواحد لا على التمثيل والتنظير . قيل : وقع في رواية أبي زيد المروزي : " شيء أحد " بغير الواو ، فقيل الواحد والأحد بمعنى واحد . وقيل : الأحد المنفرد بالمعنى ، والواحد المنفرد بالذات ، وقيل : الأحد لنفي ما يذكر معه من العدد ، والواحد اسم لمفتاح العدد . وقيل : لا يقال أحد إلا لله تعالى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية