الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2992 [ ص: 87 ] 5 - حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زهير ، عن يحيى بن سعيد ، قال : سمعت أنسا رضي الله عنه قال : دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار ليكتب لهم بالبحرين ، فقالوا : لا والله حتى تكتب لإخواننا من قريش بمثلها ، فقال : ذاك لهم ما شاء الله على ذلك ، يقولون له : قال : فإنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للجزء الأول من الترجمة لأن لها ثلاثة أجزاء ، ففي الباب ثلاثة أحاديث ، فلكل جزء حديث يطابقه على الترتيب ، فحديث أنس هذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم قد أشار بذلك على الأنصار فلم يقبلوا فتركه صلى الله عليه وسلم ، فنزل البخاري ما بالقوة منزلة ما بالفعل وهو في حقه صلى الله عليه وسلم واضح لأنه لا يأمر إلا بما يجوز فعله .

                                                                                                                                                                                  وأحمد بن يونس هو أحمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله بن قيس التميمي اليربوعي الكوفي ، وزهير بن معاوية بن خديج أبو خيثمة الجعفي الكوفي ، ويحيى بن سعيد الأنصاري قاضي المدينة .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مر في كتاب الشرب في باب كتابة القطائع ، فإنه أخرجه هناك معلقا ، فقال : قال الليث عن يحيى بن سعيد إلى آخره : وهناك لفظة " ليقطع لهم بالبحرين " ، وهنا : ليكتب لهم البحرين ، أي ليعين لكل منهم منها حصة على سبيل الإقطاع ، والمراد بالحصة الحصة من الجزية والخراج لأن رقبتها لا تملك لأن أرض الصلح لا تقسم .

                                                                                                                                                                                  قوله " وذاك لهم " أي ذاك المال للمهاجرين ما شاء الله على ذلك ، قوله " يقولون له " أي الأنصار ، يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنهم مصرين على ذلك ، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم سترون أثرة ، وهي بفتح الهمزة والثاء المثلثة ، الاسم من آثر إيثارا إذا أعطى ، قاله ابن الأثير ، وفي المطالع بضم الهمزة وإسكان الثاء ، ويروى أثرة بفتحهما وبالوجهين قيده الجياني ، ويقال أيضا : إثرة بكسر الهمزة وسكون الثاء .

                                                                                                                                                                                  قال الأزهري : وهو الاستيثار أي يستأثر عليكم بأمور الدنيا ويفضل غيركم عليكم ولا يجعل لكم في الأمر نصيبا ، وعنأبي علي القالي : إن الأثرة الشدة وبه كان يتأول الحديث ، والتفسير الأول أظهر وعليه الأكثر وسببه يشهد له وهو إيثار الأنصار المهاجرين على أنفسهم ، فأجابهم صلى الله تعالى عليه وسلم بهذا ، قوله " حتى تلقوني " ، ويروى على الحوض .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية