الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3200 50 - حدثني محمد، أخبرنا عبد الله، عن معمر، عن الزهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله، عن أبيه رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر قال: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم، ثم تقنع بردائه وهو على الرحل.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 276 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 276 ] مطابقته للترجمة ظاهرة، ومحمد هو ابن مقاتل، وعبد الله هو ابن المبارك، والحديث أخرجه البخاري أيضا في المغازي، عن عبد الله بن محمد الجعفي، وأخرجه النسائي في التفسير، عن سويد بن نصر.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا" وزاد في رواية "أنفسهم" وقوله: "مساكن" أعم من أن يكون مساكن ثمود وغيرهم ممن هو كصفتهم، وإن كان السبب ورد في ثمود.

                                                                                                                                                                                  قوله: "باكين" وفي رواية القابسي "باكيين" بياءين، قال ابن التين: وليس بصحيح; لأن الياء الأولى مكسورة في الأصل، فاستثقلت وحذفت إحدى اليائين لالتقاء الساكنين.

                                                                                                                                                                                  قوله: "الذين ظلموا" ثمود ومن في معناهم من سائر الأمم الذين نزلت بهم المثلات.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أن يصيبكم" أي حذر أن يصيبكم كقولك: لا تقرب الأسد أن يفترسك، و"أن" مصدرية أي كراهة الإصابة، وهذا التقدير عند البصريين، والتقدير عند الكوفيين: لئلا يصيبكم ما أصابهم، وهذا خطأ عند البصريين؛ لأنهم لا يجوزون إضمار "لا".

                                                                                                                                                                                  قوله: "ثم تقنع" أي تستر.

                                                                                                                                                                                  قوله: "على الرحل" وهو رحل البعير.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية