الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  2925 - حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري ، ثنا أحمد بن صالح ، ثنا ابن وهب ، أخبرني أسامة بن زيد الليثي ، قال : سمعت محمد بن [ ص: 140 ] كعب القرظي يقول : كان إسلام حمزة بن عبد المطلب رحمه الله حمية ، وكان رجلا راميا ، وكان يخرج من الحرم فيصطاد ، فإذا رجع مر بمجلس قريش ، وكانوا يجلسون عند الصفا والمروة ، فيمر بهم فيقول : رميت كذا ، وصنعت كذا وكذا ، ثم ينطلق إلى منزله ، وأقبل من رميه ذات يوم ، فلقيته امرأة ، فقالت : يا أبا عمارة ، ماذا لقي ابن أخيك من أبي جهل بن هشام ؟ وتناوله وفعل به وفعل . فقال : " هل رآه أحد ؟ " قالت : إي والله لقد رآه ناس . فأقبل حتى انتهى إلى ذلك المجلس عند الصفا والمروة ، فإذا هم جلوس وأبو جهل فيهم ، فاتكأ على قوسه ، فقال : " رميت كذا وفعلت كذا " ، ثم جمع يده بالقوس ، فضرب بها بين أذني أبي جهل ، فدق سيتها ، ثم قال : " خذها بالقوس ، وأخرى بالسيف ، أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه جاء بالحق من عند الله " . قالوا : يا أبا عمارة ، إنه سب آلهتنا ، ولو كنت أنت ، وأنت أفضل منه ، ما أقررناك وذاك ، وما كنت يا أبا عمارة فاحشا .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية