الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  2656 - حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، ثنا يوسف بن سلمان المازني ، حدثنا حاتم بن إسماعيل ، ثنا سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، عن إسحاق بن أبي حبيبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن أبي هريرة أن مروان بن الحكم أتى أبا هريرة في مرضه الذي مات فيه ، فقال مروان لأبي هريرة : ما وجدت عليك في شيء منذ اصطحبنا إلا في حبك الحسن والحسين . قال : فتحفز أبو هريرة فجلس ، فقال : أشهد لخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كنا ببعض الطريق سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت الحسن [ ص: 51 ] والحسين وهما يبكيان وهما مع أمهما ، فأسرع السير حتى أتاهما ، فسمعته يقول لها : " ما شأن ابني ؟ " فقالت : العطش . قال : فأخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شنة يبتغي فيها ماء ، وكان الماء يومئذ أغدارا ، والناس يريدون الماء ، فنادى : : " هل أحد منكم معه ماء ؟ " فلم يبق أحد إلا أخلف بيده إلى كلابه يبتغي الماء في شنة ، فلم يجد أحد منهم قطرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ناوليني أحدهما " فناولته إياه من تحت الخدر ، فرأيت بياض ذراعيها حين ناولته ، فأخذه فضمه إلى صدره وهو يطغو ما يسكت ، فأدلع له لسانه فجعل يمصه حتى هدأ أو سكن ، فلم أسمع له بكاء ، والآخر يبكي كما هو ما يسكت ، فقال : " ناوليني الآخر " ، فناولته إياه ففعل به كذلك ، فسكتا فما أسمع لهما صوتا ، ثم قال : " سيروا " ، فصدعنا يمينا وشمالا عن الظعائن حتى لقيناه على قارعة الطريق ، فأنا لا أحب هذين وقد رأيت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية