الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر استيلاء مساور على الموصل

لما انهزم عسكر الموصل من مساور الخارجي ، كما ذكرناه ، قوي أمره ، وكثر أتباعه ، فسار من موضعه ، وقصد الموصل ، فنزل بظاهرها عند الدير الأعلى ، فاستتر أمير البلد منه ، وهو عبد الله بن سليمان ، لضعفه عن مقاتلته ، ولم يدفعه أهل الموصل أيضا [ ص: 263 ] ( لميلهم إلى الخلاف ) ، فوجه مساور جمعا إلى دار عبد الله أمير البلد ، فأحرقها ، ودخل مساور الموصل بغير حرب ، فلم يعرض لأحد .

وحضرت الجمعة ، فدخل المسجد الجامع ، وحضر الناس ، أو من حضر منهم ، فصعد المنبر وخطب عليه ، فقال في خطبته : اللهم أصلحنا ، وأصلح ولاتنا ! ولما دخل في الصلاة جعل إبهاميه في أذنيه ، ثم كبر ست تكبيرات ، ثم قرأ بعد ذلك ، ولما خطب جعل على درج المنبر من أصحابه من يحرسه بالسيوف ، وكذلك في الصلاة ; لأنه خاف من أهل الموصل ، ثم فارق الموصل ، ولم يقدم على المقام بها لكثرة أهلها ، وسار إلى الحديثة ; لأنه كان اتخذها دار هجرته .

التالي السابق


الخدمات العلمية