الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله )

                                                                                                                                                                                                                                            ثم قال تعالى : ( ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم فيه مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : في هذه الآية وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : تقدير الآية : ونعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ونبعثه رسولا إلى بني إسرائيل ، قائلا : أنى قد جئتكم بآية من ربكم ، والحذف حسن إذا لم يفض إلى الاشتباه .

                                                                                                                                                                                                                                            الثاني : قال الزجاج : الاختيار عندي أن تقديره : ويكلم الناس رسولا ، وإنما أضمرنا ذلك لقوله : ( أني قد جئتكم ) والمعنى : ويكلمهم رسولا بأني قد جئتكم ، الثالث : قال الأخفش : إن شئت جعلت الواو زائدة ، والتقدير : ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل رسولا إلى بني إسرائيل ، قائلا : أني قد جئتكم بآية .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : هذه الآية تدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان رسولا إلى كل بني إسرائيل بخلاف قول بعض اليهود إنه كان مبعوثا إلى قوم مخصوصين منهم .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : المراد بالآية الجنس لا الفرد ؛ لأنه تعالى عدد هاهنا أنواعا من الآيات ، وهي إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، والإخبار عن المغيبات فكان المراد من قوله : ( قد جئتكم بآية من ربكم ) الجنس لا الفرد .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية