الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : ( فمن حاجك فيه ) أي في عيسى عليه السلام ، وقيل : الهاء تعود إلى الحق ، في قوله : ( الحق من ربك ) ، ( من بعد ما جاءك من العلم ) بأن عيسى عبد الله ورسوله - عليه السلام - ، وليس المراد هاهنا بالعلم نفس العلم ؛ لأن العلم الذي في قلبه لا يؤثر في ذلك ، بل المراد بالعلم ما ذكره بالدلائل العقلية [ ص: 72 ] والدلائل الواصلة إليه بالوحي والتنزيل ، ( فقل تعالوا ) أصله تعاليوا ، لأنه تفاعلوا من العلو ، فاستثقلت الضمة على الياء ، فسكنت ، ثم حذفت لاجتماع الساكنين ، وأصله العلو والارتفاع ، فمعنى تعالى ارتفع ، إلا أنه كثر في الاستعمال حتى صار لكل مجيء ، وصار بمنزلة هلم .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الرابعة : هذه الآية دالة على أن الحسن والحسين - عليهما السلام - كانا ابني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعد أن يدعو أبناءه ، فدعا الحسن والحسين ، فوجب أن يكونا ابنيه ، ومما يؤكد هذا قوله تعالى في سورة الأنعام : ( ومن ذريته داود وسليمان ) [ الأنعام : 84 ] إلى قوله : ( وزكريا ويحيى وعيسى ) [ الأنعام : 85 ] ومعلوم أن عيسى - عليه السلام - إنما انتسب إلى إبراهيم - عليه السلام - بالأم لا بالأب ، فثبت أن ابن البنت قد يسمى ابنا والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية