الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل في قدوم وفد بلي

وقدم عليه وفد بلي في ربيع الأول من سنة تسع ، فأنزلهم رويفع بن ثابت البلوي عنده ، وقدم بهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : هؤلاء قومي . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : مرحبا بك وبقومك " ، فأسلموا ، وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي هداكم للإسلام ، فكل من مات على غير الإسلام فهو في النار " ، فقال له أبو الضبيب شيخ الوفد : يا رسول الله ، إن لي رغبة في الضيافة ، فهل لي في ذلك أجر ؟ قال : " نعم ، وكل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة " . قال يا رسول الله : ما وقت الضيافة ؟ قال : " ثلاثة أيام فما كان بعد [ ص: 575 ] ذلك فهو صدقة ، ولا يحل للضيف أن يقيم عندك فيحرجك " قال يا رسول الله : أرأيت الضالة من الغنم أجدها في الفلاة من الأرض ؟ قال : هي لك أو لأخيك أو للذئب " قال : فالبعير ؟ قال : " ما لك وله؟ دعه حتى يجده صاحبه " ، قال رويفع : ثم قاموا فرجعوا إلى منزلي ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي منزلي يحمل تمرا فقال : " استعن بهذا التمر " ، وكانوا يأكلون منه ومن غيره ، فأقاموا ثلاثا ، ثم ودعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأجازهم ورجعوا إلى بلادهم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية