الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

وفيها : جواز عقر فرس العدو ومركوبه إذا كان ذلك عونا على قتله ، كما عقر علي - رضي الله عنه - جمل حامل راية الكفار ، وليس هذا من تعذيب الحيوان المنهي عنه .

وفيها : عفو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمن هم بقتله ، ولم يعاجله ، بل دعا له ، ومسح صدره حتى عاد كأنه ولي حميم .

ومنها : ما ظهر في هذه الغزاة من معجزات النبوة وآيات الرسالة ، من إخباره لشيبة بما أضمر في نفسه ومن ثباته ، وقد تولى عنه الناس وهو يقول


أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

وقد استقبلته كتائب المشركين .

ومنها : إيصال الله قبضته التي رمى بها إلى عيون أعدائه على البعد منه ، [ ص: 424 ] وبركته في تلك القبضة حتى ملأت أعين القوم إلى غير ذلك من معجزاته فيها ، كنزول الملائكة للقتال معه حتى رآهم العدو جهرة ورآهم بعض المسلمين .

ومنها : جواز انتظار الإمام بقسم الغنائم إسلام الكفار ودخولهم في الطاعة ، فيرد عليهم غنائمهم وسبيهم ، وفي هذا دليل لمن يقول : إن الغنيمة إنما تملك بالقسمة لا بمجرد الاستيلاء عليها ، إذ لو ملكها المسلمون بمجرد الاستيلاء لم يستأن بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ليردها عليهم ، وعلى هذا فلو مات أحد من الغانمين قبل القسمة ، أو إحرازها بدار الإسلام ، رد نصيبه على بقية الغانمين دون ورثته ، وهذا مذهب أبي حنيفة ، لو مات قبل الاستيلاء لم يكن لورثته شيء ، ولو مات بعد القسمة فسهمه لورثته .

التالي السابق


الخدمات العلمية