الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        المبحث الثاني

        تأكيـد العقـل ضـرورة الاستفادة من (الآخر)

        النقل والعقل في الإسلام شقيقان لا يعرفان التنافر والتضاد، فقد نقل الإسلام العلاقة بينهما من دائرة التناقض البارزة في الملل والنحل السابقة إلى ساحة التعاضد، ومن خانة التباين إلى خانة التعاون، وذلك ما دام النص صحيحا في ذاته وسالما من التأويل الخاطئ، وما دام العقل صريحا في نفسه وسليما من الهوى الزائغ، ولذلك فإن الفكر الإسلامي الصحيح ما انفك في كل العصور يؤكد على ضرورة الاستفادة من الآخر، سواء من خلال حسن قراءته لنصوص الوحي وفهمه لمقاصد الشرع، أو من خلال تفاعله الواعي مع الوقائع والأحداث، أو من خلال تنزيله النصوص والقواعد الاجتهادية على الوقائع، بما يضمن تحصيل المصالح وتنميتها إلى أبعد مدى، ودرء المفاسد ومحاصرتها في أضيق نطاق.

        ونستطيع أن نعرف الفكر الإسلامي في هذا المقام بأنه: خلاصة التفاعل بين العقل من جهة وبين النص والواقع من جهة أخرى، مع التنبيه إلى أن [ ص: 81 ] الفكر الإسلامي المنشود إنما هو ثمرة ناضجة لإعمال العقل بطريقة منضبطة، سواء تعلق الأمر بالسلف أو بالخلف.

        وفي هذا المبحث سنتولى إبراز الجهود التأصيلية لقضية الاستفادة من الآخر، باستعراض نماذج من آراء علماء المسلمين القدامى والمحدثين، وذلك من خلال مطلبين على النحو الآتي:

        - المـطـلب الأول: نماذج من أعلام السلف.

        - المطلب الثاني: نماذج من أفكار الخلـف.

        [ ص: 82 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية