الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس : (النجوى) : الإسرار، الزجاج : هي كل كلام ينفرد به الاثنان أو الجماعة، سرا كان أو جهرا، وأصلها: من الارتفاع; فكأنها رفع السر عنك برفعه إلى غيرك.

                                                                                                                                                                                                                                      والاستثناء محمول على تقدير حذف المضاف; أي: إلا نجوى من أمر، وهو متصل، فإن قدر منقطعا; لم يحتج إلى إضمار، ويجوز أن تكون (النجوى) : اسما للمتناجين; فالمعنى: لا خير في كثير من المتناجين إلا فيمن أمر بصدقة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : أو معروف : سمي البر معروفا; لأن أهل الفضل يعرفونه، ولا يعرفون الشر كمعرفتهم به .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 346 ] ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين : في هذا دليل على صحة القول بالإجماع.

                                                                                                                                                                                                                                      نوله ما تولى أي: نتركه وما يعبد، عن مجاهد: أي: نجعله يلي ما اعتمد عليه، وانقطع إليه.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا : (الشرك) : أبعد مراتب الضلال، وقد يكون الضلال بغير شرك.

                                                                                                                                                                                                                                      إن يدعون من دونه إلا إناثا يعني: الأوثان التي سموها باللات، والعزى، ومناة ، عن أبي مالك » ، والسدي .

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس ، وقتادة: أي: إلا مواتا; أي: هي كالإناث في اتضاع المنزلة. الضحاك : إلا ملائكة، على اعتقادهم أن الملائكة بنات الله.

                                                                                                                                                                                                                                      الحسن : إلا حجارة وخشبا، قال: كان لكل حي صنم يعبدونه، يقال

                                                                                                                                                                                                                                      له: أنثى بني فلان.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 447 ] وإن يدعون إلا شيطانا مريدا أي: إن يعبدون بعبادتهم الأوثان إلا شيطانا مريدا، و (إن) بمعنى (ما) ، و (المريد) : المتجرد من الخير، الخارج منه ، ومنه: (الأمرد) الذي لا شعر في وجهه، وقيل: (المريد) : الممتد في الشر، من قولهم : (بيت ممرد) ; أي: مطول.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى نصيبا مفروضا أي: مقطوعا، الضحاك: أي: معلوما، واتخاذه النصيب المفروض: هو بإغوائه إياهم، وذلك بمشيئة الله عز وجل.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى ولأمنينهم أي: لأمنينهم بطول الحياة، وهم مقيمون على المعاصي، وقيل: لأوهمنهم أن لهم حظا في المخالفة.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى فليبتكن آذان الأنعام : ليقطعنها، والمراد: قطع أذن

                                                                                                                                                                                                                                      البحيرة، عن عكرمة، وقتادة ، والسدي ، وذلك مذكور في (المائدة) [103].

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى فليغيرن خلق الله في قول ابن عباس ، ومجاهد، وغيرهما: [ ص: 348 ] دين الله، وهذا اختيار الطبري، وعن أنس بن مالك ، وعكرمة، وغيرهما: أنه الخصاء، سفيان الثوري: هو الخصاء في البهائم، ابن مسعود ، والحسن: هو الوشم، وقيل: معناه: عبادتهم الشمس، والقمر، والحجارة، والخشب ، التي خلقت لينتفع بها; فغيروا خلقه بعبادتهم إياها.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا يجدون عنها محيصا : (المحيص) : المعدل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية