الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون .

[122] ولما أنزل الله عز وجل عيوب المنافقين في غزوة تبوك، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبعث السرايا، فكان المسلمون ينفرون إلى الغزو ويتركون النبي - صلى الله عليه وسلم - وحده، فأنزل الله عز وجل:

وما كان المؤمنون لينفروا كافة نفي بمعنى النهي.

فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة أي: فحين لم يكن نفير للكافة، فهلا نفر من كل فرقة بعضها، ويبقى مع النبي جماعة.

ليتفقهوا في الدين أي: الباقون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ولينذروا قومهم النافرين ويعلموهم القرآن.

إذا رجعوا إليهم وفيه دليل على أن التفقه والتذكير من فروض الكفاية.

لعلهم يحذرون ولا يعملون بخلافه.

قال - صلى الله عليه وسلم -: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين". [ ص: 256 ]

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم"

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد".

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية