الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين .

[80] فلما استيأسوا منه يئسوا من أخيهم. قرأ أبو جعفر، والبزي [ ص: 450 ] عن ابن كثير بخلاف عنهما (استايسوا) و (لا تايسوا) (لا يايس) (استايس) بالألف وفتح الياء من غير همز، والباقون: بالهمز، وإسكان الياء من غير ألف في اللفظ، وإذا وقف حمزة، ألقى حركة الهمزة على الياء على أصله.

خلصوا نجيا أي: تخلصوا من الناس يتناجون في تدبير أمورهم سرا؛ لأن النجي من تساره، وهو مصدر يعم الواحد والجمع، والذكر والأنثى.

قال كبيرهم في السن، وهو روبيل الذي نهى عن قتل يوسف ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا عهدا من الله ومن قبل هذا ما فرطتم في يوسف قصرتم في شأنه، و (ما) مزيدة.

فلن أبرح الأرض لن أفارق أرض مصر.

حتى يأذن لي أبي في الانصراف إليه.

أو يحكم الله لي برد أخي، أو بوحي يبرئني عند أبي.

وهو خير الحاكمين أعدل من فصل بين الناس. قرأ الكوفيون، وابن عامر: (لي أبي) بإسكان الياء، وافقهم ابن كثير في (لي)، والباقون: بفتحها.

* * * [ ص: 451 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية