الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم .

[41] فلما دهمهم الماء، ندبهم إلى الركوب وقال اركبوا فيها فركبوا في السفينة يوم الجمعة لعشر مضين من رجب من عين وردة، فأتت [ ص: 343 ] البيت فطافت به أسبوعا، وقد رفعه الله من الغرق وبقي موضعه.

بسم الله مجراها ومرساها أي: اركبوا مسمين أو قائلين: باسم الله عند مجراها ومرساها، فكان إذا أراد أن تجري قال: بسم الله، فجرت، وإذا أراد أن ترسو قال: بسم الله، فرست. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص عن عاصم: (مجراها) بفتح الميم؛ أي: جريها، والباقون: بضمها؛ أي: إجرائها، وأمال الراء أبو عمرو والأربعة المذكورون، ولم يمل حفص غير هذا الحرف، واختلف عن ابن ذكوان، فروي عنه الإمالة والفتح، قال ابن الجزري: وقد غلط من حكى فتح الميم عن ابن ذكوان من المؤلفين، وشبهتهم في ذلك والله أعلم: أنهم رأوا فيها عنه الفتح والإمالة، فظنوا فتح الميم، وليس كذلك، إنما أريد فتح الراء وإمالتها، انتهى.

وروي عن ورش الفتح والإمالة بين بين.

إن ربي لغفور رحيم تنبيه لهم على نعمة الله عليهم ورحمته لهم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية