الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 3555 / 1 ] وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا يحيى بن أبي بكير، عن زهير بن محمد، ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب "أن صهيبا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكنى: أبا يحيى، ويزعم أنه من العرب، ويطعم الطعام الكثير فقال له عمر: ما لك يا صهيب، تكنى بأبي يحيى وليس لك ذلك؟ وتزعم أنك من العرب؟ وتطعم الطعام [ ص: 275 ] الكثير، وذلك سرف في المال؟ ! فقال صهيب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني: أبا يحيى، وأما قولك في النسب فأنا رجل من النمر بن قاسط من أهل الموصل ولكني سبيت صغيرا قد عقلت أهلي وقومي، وأما قولك في الطعام، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: إن خياركم من أطعم الطعام، ورد السلام. فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام ".

                                                                                                                                                                    [ 3555 / 2 ] رواه أبو يعلى الموصلي: ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا دفاع بن دغفل، ثنا النعمان بن عبد الله بن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه، عن جده جابر قال: "قال عمر لصهيب: يا صهيب، إن فيك خصالا ثلاثا، أكرهها لك. قال: وما هي؟ قال: إطعامك الطعام ولا مال لك، واكتناؤك ولا ولد لك، وادعاؤك إلى العرب وفي لسانك لكنة. قال: أما ما ذكرت من إطعام الطعام؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضلكم من أطعم الطعام. وايم الله، لا أترك إطعام الطعام أبدا، وأما اكتنائي ولا ولد لي؛ " فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: يا صهيب قلت: لبيك. قال: ألك ولد؟ قلت: لا. قال: اكتن بأبي يحيى. فعليها أحيا وعليها أموت، وأما ما ذكرت من ادعائي إلى العرب وفي لساني لكنة، فأنا صهيب بن سنان - حتى انتسب إلى النمر بن قاسط - كنت أرعى على أهلي، وإن الروم أغارت فرقتني فعلمتني لغتها، فهو الذي ترى من لكنتي ".

                                                                                                                                                                    [ 3555 / 3 ] قال: وثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم، حدثني عبد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب أنه قال: "يا صهيب، لولا خصال فيك ثلاث. قال: وما هن؟ قال: اكتنيت وليس لك ولد، وانتميت إلى العرب وأنت رجل من الروم، وفيك سرف في الطعام. قال: يا أمير المؤمنين، أما قولك: اكتنيت وليس لك ولد؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا يحيى، وأما قولك انتميت إلى العرب وأنت رجل من الروم؛ فإني رجل من النمر بن قاسط سبيت من الموصل بعد أن كنت غلاما قد عرفت أهلي ونسبي، وأما قولك في سرف في الطعام؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خيركم من أطعم الطعام ".

                                                                                                                                                                    [ 3555 / 4 ] قلت: رواه ابن ماجه في سننه: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره دون قوله: "ويزعم أنه من العرب... " إلى آخره. [ ص: 276 ]

                                                                                                                                                                    وروى البخاري منه: "قال عبد الرحمن بن عوف لصهيب: اتق الله ولا تدع، إلى غير أبيك. فقال صهيب: ما يسرني أن لي كذا وكذا، وإني قلت، ولكني سرقت وأنا صبي.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية