الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    23 - باب ما جاء في اللبن

                                                                                                                                                                    [ 3618 / 1 ] قال الحميدي: ثنا سفيان، عن ابن أبي حسين، عن شهر بن حوشب قال: " أتيت أسماء بنت يزيد فقربت إلي قناعا فيه تمر - أو رطب - فقالت: كل. فقلت: لا أشتهيه فصاحت بي وقالت: كل، فإنني التي قينت عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت بها فأجلستها عن يمينه فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فيه لبن فشرب، ثم ناولها فطأطأت رأسها، واستحيت فقلت: خذي من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت فشربت، ثم قال لها: ناولي تربك. فقلت: بل أنت فاشرب يا رسول الله، ثم ناولني. فشرب ثم ناولني فأدرت الإناء لأضع فمي على موضع فمه، ثم قال: أعطي صواحباتك. فقلن: لا نشتهيه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تجمعن كذبا وجوعا. قالت: وأبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم على إحداهن سوارا من ذهب. فقال: أتحبين أن يسورك الله مكانه سوارا من نار؟ قالت: فاعتونا عليه حتى نزعناه فرمينا به، فما ندري أين هو حتى الساعة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما يكفي إحداكن أن تتخذ خاتما من فضة، ثم تأخذ شيئا من زعفران فتذيبه، ثم تلطخه عليه؛ فإذا هو كأنه ذهب ".

                                                                                                                                                                    [ 3618 / 2 ] رواه أبو يعلى الموصلي: ثنا زهير، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي حسين عن شهر " أن أسماء بنت يزيد قدمت إلينا طبقا فيه تمر فقلت: لا أشتهيه. فقالت: كل إني أنا قينت عائشة فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلستها عن يمينه فأتي بإناء فيه لبن فشرب، ثم ناولها فاستحيت فطأطأت رأسها فقلت لها: خذي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت فشربت فقال: ناولي تربك. فقلت: لا، بل أنت فاشرب ثم أعطني. فشرب ثم ناولني، فأدرت الإناء فوضعت فمي على موضع فيه فقال: أعطي النسوة. قلن: لا نريد. قال: لا تجمعن كذبا وجوعا ". قلت: روى أبو داود والنسائي طرفا منه من طريق محمود بن عمرو، عن عمته أسماء بنت يزيد.

                                                                                                                                                                    [ 3618 / 3 ] وكذا رواه ابن أبي شيبة، عن وكيع، عن سفيان به. [ ص: 302 ]

                                                                                                                                                                    [ 3618 / 4 ] ورواه ابن ماجه في سننه عن أبي بكر بن أبي شيبة به.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية