الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 3200 / 1 ] وقال الحميدي: ثنا سفيان، ثنا ابن أبي الحسين، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد بن السكن، أنه سمعها تقول: " مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في نسوة، فسلم علينا ثم قال: إياكن وكفر المنعمين. قلت: وما كفر المنعمين؟ قال: لعل إحداكن أن تطول أيمتها بين أبويها. وتعنس ثم يرزقها الله زوجا، فيرزقها منه مالا وولدا، فتغضب الغضبة فتكفرها فتقول: ما رأيت منك مكان يوم بخير قط ".

                                                                                                                                                                    [ 3200 / 2 ] رواه أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، عن ابن أبي غنية، عن محمد بن مهاجر، عن أسماء بنت يزيد قالت: " مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وجوار أتراب، فقال: إياكن وكفر المنعمين... " فذكره إلا أنه قال: " والله ما رأيت منك خيرا قط ".

                                                                                                                                                                    [ 3200 / 3 ] ورواه أبو يعلى الموصلي: ثنا زهير، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا داود العطار، عن ابن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج والنساء في جانب المسجد، فسمع ضوضاءهن فقال: يا معشر النساء، إنكن أكثر حطب جهنم. قالت: فناديت: يا رسول الله - وكنت جريئة على كلامه - فقلت: يا رسول الله، بم؟ قال: إنكن إذا أعطيتن لم تشكرن، وإذا ابتليتن لم تصبرن، وإذا أمسك عليكن شكوتن، وإياكن وكفر المنعمين. فقلت: وما المنعمون؟! قال: المرأة تكون تحت الرجل وقد ولدت له الولدين والثلاثة، فتقول: ما رأيت منك خيرا قط ".

                                                                                                                                                                    [ 3200 / 4 ] قال: وثنا زهير، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي حسين، سمع شهرا، سمعت أسماء بنت يزيد تقول: " مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا ثم قال: إياكن وكفران المنعمين. قلت: وما كفران المنعمين؟ قال: لعل إحداكن أن يطول لبثها بين أبويها وتعنس، ثم يرزقها الله - عز وجل - زوجا، فيرزقها منه مالا وولدا فتغضب الغضبة فتقول: ما رأيت منك يوما خيرا قط ".

                                                                                                                                                                    [ 3200 / 5 ] قال: وثنا صالح بن مالك، ثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر، حدثتني أسماء بنت يزيد الأنصارية قالت: " مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في نسوة من الأنصار فأهوى [ ص: 79 ] بيده ثم تبسم ثم قال: إياكن وكفران المنعمين، فقلنا: نعوذ بالله من كفران نعم الله. فقال: إن إحداكن يطول لبثها ويطول تعنيسها، فيرزقها الله الزوج، ويفيدها الولد وقرة العين، فتغضب الغضبة.... " فذكره.

                                                                                                                                                                    [ 3200 / 6 ] ورواه أحمد بن حنبل: ثنا هاشم، ثنا عبد الحميد، حدثني شهر، سمعت أسماء بنت يزيد تحدث " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يوما وعصبة من النساء قعود فألوى بيده اليمنى بالسلام فقال: إياكن وكفران المنعمين. قالت إحداهن: يا رسول الله، أعوذ بالله يا نبي الله من كفران نعم الله. قال: بلى، إن إحداكن تطول أيمتها ويطول تعنيسها، ثم يزوجها الله البعل، ويفيدها الولد وقرة العين، ثم تغضب الغضبة فتقسم بالله: ما رأيت منه ساعة خير قط. فذلك من كفران نعم الله، وذلك من كفران المنعمين ".

                                                                                                                                                                    [ 3200 / 7 ] قلت: رواه أبو داود وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن سفيان. والترمذي من طريق عبد الحميد بن بهرام، عن شهر، مقتصرين على الجملة الأولى وهي قوله: " وأنا في نسوة فسلم علينا " دون باقي الطرق، وقال الترمذي : حديث حسن.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية