الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4008 [ 2061 ] وعنه أن أبا موسى أتى باب عمر فاستأذن، فقال عمر: واحدة، ثم استأذن الثانية، فقال عمر: ثنتان، ثم استأذن الثانية فقال عمر: ثلاث، ثم انصرف فأتبعه فرده فقال: إن كان هذا شيئا حفظته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فها، وإلا فلأجعلنك عظة. قال أبو سعيد: فأتانا فقال: ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الاستئذان ثلاث؟ قال: فجعلوا يضحكون. قال: فقلت: أتاكم أخوكم المسلم قد أفزع، تضحكون؟! انطلق فأنا شريكك في هذه العقوبة، فأتاه فقال: هذا أبو سعيد.

                                                                                              وزاد في أخرى: فقال أبو سعيد: كنا نؤمر بهذا. فقال عمر: خفي علي هذا من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألهاني عنه الصفق بالأسواق.

                                                                                              رواه البخاري (2063) ومسلم (2153) (35 و 36) وأبو داود (5182).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و(قوله: جعلوا يضحكون ) إنما ضحكوا من جزع أبي موسى من تهديد عمر ، مع علمهم: بأن ذلك لا يتم منه; لأن ما طلبه من البينة، ولأن عمر لم يكذبه، ولا مقصوده جلده، ولا إهانته، بل: التغليظ والحماية.

                                                                                              وقول عمر - رضي الله عنه -: ( خفي علي هذا من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) إنما قاله عاتبا على نفسه، وناسبا لها إلى التقصير، ثم بين عذره بقوله: ( ألهاني الصفق بالأسواق ) وفي البخاري : يعني: الخروج إلى التجارة. وألهاني: شغلني.

                                                                                              [ ص: 477 ] والصفق: البيع، وسمي بذلك لأنهم كانوا يتواجبون البيع بالأيدي، فيصفق كل واحد منهم بيد صاحبه. ومنه قيل للبيعة: صفقة.




                                                                                              الخدمات العلمية