الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      تقدم القول في معنى {تبارك} .

                                                                                                                                                                                                                                      والضمير في قوله: ليكون للعالمين نذيرا يجوز أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم، أو للقرآن.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون : قال مجاهد: قالوا: إن اليهود تعلم محمدا ما جاء به.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس: المراد بقوله: قوم آخرون : أبو فكيهة مولى الحضرمي، وعداس، وجبر.

                                                                                                                                                                                                                                      فقد جاءوا ظلما وزورا أي: بكذب وزور.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 8 ] وقوله: وقالوا أساطير الأولين اكتتبها : قائل ذلك النضر بن الحارث، وقد تقدم خبره، وكل ما في القرآن أساطير الأولين ; ففيه نزل، قاله ابن عباس، وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق : أنكروا كون الرسول آكلا وماشيا في الأسواق، وطلبوا أن يكون ملكا، وقد تقدم ذكر ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم معنى إن تتبعون إلا رجلا مسحورا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار : قال ابن عباس: خيرا من مشيك في الأسواق، والتماسك المعاش.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: أي: خيرا مما قال لك المشركون: هلا أوتيته؟

                                                                                                                                                                                                                                      قال خيثمة: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن شئت أن نعطيك خزائن الأرض ومفاتيحها، ولم يعط ذلك من قبلك، ولا يعطاه من بعدك، وليس ذلك بناقصك في الآخرة

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 9 ] شيئا، وإن شئت جمعنا لك ذلك في الآخرة ولا ننقصك، فسأل أن يجمع له في الآخرة، فنزلت الآية.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا : [قيل: المعنى: إذا رأتهم جهنم من بعيد; سمعوا لها صوت التغيظ عليهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: إذا رآهم خزانها; سمعوا لها تغيظا وزفيرا]; حرصا على عذابهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدم ذكر {مقرنين} .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: دعوا هنالك ثبورا أي: هلاكا، وقد تقدم ذكره.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قل أذلك خير أم جنة الخلد الآية: قال: أذلك خير ولا خير فيه; على معنى: على علمكم واعتقادكم.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 10 ] وقيل: هو مردود على قوله: تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك الآية. وقيل: هو مردود على قوله: أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: ليس هو من باب [أفعل منك]، وإنما هو كقولك: [عنده خير].

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: إنما قال ذلك; لأن الجنة والنار قد دخلتا في باب المنازل، وحكى سيبويه عن العرب: [آلشقاء أحب إليك أم السعادة؟] والشقاء لا يحبه أحد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: كان على ربك وعدا مسئولا : قال محمد بن كعب: هو قول الملائكة: ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم [غافر: 8].

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: وعدا واجبا، وحكي عن العرب: [لأعطينك ألفا وعدا مسؤولا]; أي: واجبا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل : قال مجاهد، وابن جريج: يعني: الملائكة، والمسيح وعزيرا، فقوله: قالوا سبحانك إلى آخر الآية - على هذا - من قولهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو من قول الأصنام، ينطقها الله تعالى يوم القيامة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وكانوا قوما بورا أي: هلكى، و[بور]: يقع للواحد والجمع، قيل:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 11 ] هو جمع [بائر]; كـ[هائد، وهود]، والعرب تقول لما فسد وهلك: [قد بار].

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية