الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      قال السدي وأبو عبيدة: معنى {اشمأزت}: نفرت، قتادة : استكبرت، وكفرت، مجاهد : تقبضت، وقاله المبرد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون يعني: ما ألقاه الشيطان على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم- في سورة {والنجم} قاله جماعة من المفسرين.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون : وذلك لأنهم ظنوا أن أعمالهم تنفعهم، فلم تنفعهم لكفرهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وبدا لهم سيئات ما كسبوا أي: عقاب ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم أي: على علم عندي بوجوه المكاسب، عن قتادة، مجاهد : على علم : على شرف، [ ص: 534 ] وقيل: المعنى: أنه قال: قد علمت أني إذا أوتيت هذا في الدنيا أن لي عند الله منزلة، فقال الله تعالى: بل هي فتنة أي: بل النعم التي أوتيتها فتنة تختبر بها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قد قالها الذين من قبلهم يعني: متقدمي الكفار.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله الآيات:

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عباس وعطاء: نزلت في وحشي قاتل حمزة؛ لأنه ظن أن الله لا يقبل إسلامه.

                                                                                                                                                                                                                                      وعن ابن عباس أيضا، وقتادة ، وغيرهما: أنها نزلت في قوم من المشركين استعظموا ذنوبهم في الجاهلية.

                                                                                                                                                                                                                                      وعن عمر -رضي الله عنه-: أنها نزلت في قوم من المسلمين تخلفوا عن الهجرة، ففتنهم المشركون، فارتدوا، ثم أرادوا الرجوع إلى الإسلام، فخافوا ألا يتقبل منهم، قال عمر: فكتبتها بيدي، وبعثتها إلى هشام بن العاص.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: نزلت في قوم من المسلمين أسرفوا على أنفسهم في العبادة، وخافوا مع ذلك ألا يتقبل منهم لذنوب سبقت لهم في الجاهلية.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 535 ] ابن عمر: كنا نقول: إنه ليس شيء من حسناتنا إلا وهو مقبول، فنزلت: ولا تبطلوا أعمالكم [محمد:33] فتأولنا أن الكبائر تبطل أعمالنا، حتى نزلت: إن الله يغفر الذنوب جميعا ، و إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء: 48] فكففنا عن القول، هذا معنى قوله.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية