الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 41 - 46 ] قال : ( وينبغي أن لا يطلب الولاية ولا يسألها ) لقوله عليه الصلاة والسلام : { من طلب القضاء وكل إلى نفسه ، ومن أجبر عليه نزل عليه ملك يسدده }" ولأن من طلبه يعتمد على نفسه فيحرم ومن أجبر عليه يتوكل على ربه فيلهم .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث الخامس : قال عليه السلام : { من طلب القضاء وكل إلى نفسه ومن أجبر عليه نزل عليه ملك يسدده }قلت : أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن إسرائيل عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي عن بلال بن أبي موسى ويقال : ابن مرداس عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من سأل القضاء وكل إلى نفسه ومن أجبر عليه نزل إليه ملك فسدده }انتهى .

                                                                                                        ولفظ أبي داود فيه : { من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه ومن لم يطلبه ولم يستعن عليه أنزل الله ملكا يسدده }انتهى . وأخرجه الترمذي أيضا عن أبي عوانة عن عبد الأعلى الثعلبي عن بلال بن مرداس الفزاري عن خيثمة عن أنس مرفوعا : { من ابتغى القضاء وسأل فيه شفعاء وكل إلى نفسه ومن أكره عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده }انتهى وقال : حسن غريب وهو أصح من حديث إسرائيل انتهى .

                                                                                                        وبالسند الأول رواه أحمد وإسحاق بن راهويه والبزار في " مسانيدهم " والحاكم في " المستدرك " وقال : حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه [ ص: 47 ] انتهى . وذهل المنذري في " مختصره " عن ابن ماجه فعزاه للترمذي فقط قال ابن القطان في " كتابه " : هذا حديث يرويه أبو عوانة عن عبد الأعلى عامر الثعلبي عن بلال بن مرداس عن خيثمة عن أنس قال : وخيثمة بن أبي خيثمة البصري لم تثبت عدالته قال ابن معين : ليس بشيء وبلال بن مرداس الفزاري مجهول الحال روى عنه عبد الأعلى بن عامر والسدي وعبد الأعلى بن عامر ضعيف قال : والعجب من الترمذي فإنه أورد الحديث من رواية إسرائيل عن عبد الأعلى عن بلال بن أبي موسى عن أنس ثم قال في رواية أبي عوانة المتقدمة : إنها أصح من رواية إسرائيل قال : وإسرائيل أحد الحفاظ ولولا ضعف عبد الأعلى كان هذا الطريق خيرا من طريق أبي عوانة الذي فيه خيثمة وبلال انتهى كلامه .




                                                                                                        الخدمات العلمية