الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( ولا تزال تطلع على خائنة منهم ) الخائنة هنا : الخيانة ، كما روي عن قتادة . والعرب تعبر [ ص: 236 ] بصيغة الفاعل عن المصدر أحيانا ، كما تعكس فاستعملت " القائلة " بمعنى " القيلولة " والخاطئة بمعنى الخطيئة ، أو هي وصف لمحذوف ; إما مذكر - والهاء للمبالغة ; كما قالوا راوية لكثير الرواية ، وداعية لمن تجرد للدعوة إلى الشيء - وإما مؤنث بتقدير نفس أو فعلة أو فرقة خائنة ، والمعنى : أنك ، أيها الرسول ، لا تزال تطلع من هؤلاء اليهود المجاورين لك على خيانة بعد خيانة ما داموا مجاورين أو معاملين لك في الحجاز ، فلا تحسبن أنك قد أمنت مكرهم وكيدهم بتأمينك إياهم على أنفسهم ، فإنهم قوم لا وفاء لهم ولا أمان ، وقد نقضوا عهد الله وميثاقه من قبل ، فكيف يرجى منهم الوفاء لك بعد ذلك النقض وما ترتب عليه من قساوة قلوبهم وقتلهم لأنبيائهم ( إلا قليلا منهم ) كعبد الله بن سلام وإخوانه الذين أسلموا ; فهؤلاء صادقون في إسلامهم ، لا يقصدون خيانة ولا خداعا

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية