الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8164 ) فصل : فإن حلف لا يكلمه . ثم وصل يمينه بكلامه ، مثل أن قال : فتحقق ذلك ، أو فاذهب . فقال أصحابنا : يحنث . وقال أصحاب أبي حنيفة : لا يحنث بالقليل ; لأن هذا تمام الكلام الأول ، والذي يقتضيه يمينه أن لا يكلمه كلاما مستأنفا .

                                                                                                                                            واحتج أصحابنا بأن هذا القليل كلام منه له حقيقة ، وقد وجد بعد يمينه ، فيحنث به ، كما لو فصله ، ولأن ما يحنث به إذا فصله ، يحنث به إذا وصله ، كالكثير . وقولهم : إن اليمين يقتضي خطابا مستأنفا . قلنا : هذا الخطاب مستأنف ، غير الأول ، بدليل أنه لو قطعه حنث به . وقياس المذهب أنه لا يحنث ; لأن قرينة صلته هذا الكلام بيمينه ، تدل على إرادة كلام يستأنفه بعد انقضاء هذا الكلام المتصل ، فلا يحنث به ، كما لو وجدت النية حقيقة . وإن نوى كلاما غير هذا ، لم يحنث بهذا في المذهبين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية