الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8812 ) فصل : وإذا زوج السيد ابنه من مكاتبته برضاها ، ثم مات السيد ، وكانت من ورثته ، انفسخ النكاح . وبهذا قال الشافعي . وقال أبو حنيفة : لا ينفسخ النكاح ; لأنها لا ترثه ، وإنما تملك نصيبها من الدين الذي عليه ، بدليل أن الوارث لو أبرأ المكاتب من الدين عتق ، وكان الولاء للميت ، لا للوارث ، فإن عجز وعاد رقيقا ، انفسخ النكاح حينئذ ; لأنها ملكت نفسها منه . [ ص: 393 ]

                                                                                                                                            ولنا ، أن المكاتب مملوك لسيده ، لا يعتق بموته ، فوجب أن ينتقل إلى ورثته ، كسائر أملاكه ، ولأنها لا يجوز لها ابتداء نكاحه لأجل الملك ، فانفسخ نكاحها بتجدد ذلك فيه ، كالعبد القن ، وأما كون الولاء للميت ، فلأن السبب وجد منه ، فنسب العتق إليه ، وثبت الولاء له . إذا ثبت هذا ، فلا فرق بين أن ترثه كله ، أو ترث نصيبها منه ; لأنها إذا ملكت منه جزءا ، انفسخ النكاح فيه فبطل في باقيه ; لأنه لا يتجزأ . وكذلك لو اشترت زوجها ، أو جزءا منه ، أو ورثت شيئا من العبد القن ، بطل نكاحها . وإن كانت لا ترث أباها ، لمانع من موانع الميراث ، فنكاحها باق بحاله . والحكم في سائر الورثة من النساء ، كالحكم في البنت ، وكذلك لو تزوج رجل مكاتبة ، فورثها ، أو ورث شيئا منها ، انفسخ نكاحه لذلك . والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية