الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  356 ( وقال الحسن في الثياب ينسجها المجوس لم ير بها بأسا )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  الحسن هو البصري ، ووصله نعيم بن حماد ، وعن معتمر عن هشام عنه ، ولفظه : "لا بأس بالصلاة في الثوب الذي ينسجه المجوس قبل أن يغسل" وروى أبو نعيم الفضل بن دكين في كتاب الصلاة تأليفه عن الربيع "عن الحسن : لا بأس بالصلاة في رداء اليهودي والنصراني" . قوله : "المجوس" جمع المجوسي ، وهو معرفة سواء كان محلى بالألف واللام أم لا ، والأكثر على أنه يجري مجرى القبيلة لا مجرى الحي في باب الصرف ، وفي بعض النسخ ينسجها المجوسي بالياء ، والجملة صفة للثياب ، والمسافة بين النكرة والمعرفة بلام الجنس قصيرة ؛ فلذلك وصفت المعرفة بالنكرة كما وصف اللئيم بقوله : يسبني في قول الشاعر :

                                                                                                                                                                                  ولقد أمر على اللئيم يسبني

                                                                                                                                                                                  وفي بعض النسخ : "في ثياب ينسجها المجوس" بتنكير الثياب ، وعلى هذه النسخة لا يحتاج إلى ما ذكرنا ، وينسج من باب ضرب يضرب ، ومن باب نصر ينصر ، وقال ابن التين : قرأناه بكسر السين . قوله : "لم ير" على صيغة المعلوم ، أي : لم ير الحسن ، وقال الكرماني : "لم ير" بلفظ المجهول أي القوم ، فعلى الأول يكون من باب التجريد كأنه جرد عن نفسه شخصا فأسند إليه .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية