الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  ( وقال زيد بن ثابت : أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي ، فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا أيضا تعليق ، وطرف من حديث وصله البخاري في تفسير سورة النساء في نزول قوله تعالى : لا يستوي القاعدون من المؤمنين الآية .

                                                                                                                                                                                  حدثنا إسماعيل بن عبد الله ، حدثني إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب حدثني سهل بن سعد الساعدي الحديث ، وفيه : " فأنزل الله على رسوله وفخذه على فخذي " إلى آخره ، وأخرجه أيضا في الجهاد عن عبد العزيز بن عبد الله ، وأخرجه الترمذي في التفسير عن عبد بن حميد ، وقال : حسن صحيح ، وأخرجه النسائي في [ ص: 83 ] الجهاد عن محمد بن يحيى ، وعن محمد بن عبد الله .

                                                                                                                                                                                  قوله : "ما أنزل الله على رسوله" ، أي : قوله تعالى : لا يستوي القاعدون من المؤمنين قوله : "وفخذه على فخذي" جملة اسمية حالية . قوله : "أن ترض" بضم التاء المثناة من فوق ، وفتح الراء على صيغة المجهول ، ويجوز أن يكون على صيغة المعلوم أيضا من الرض ، وهو الدق ، وكل شيء كسرته فقد رضضته ، وإيراد البخاري هذا الحديث هاهنا ليس له وجه لأنه لا يدل على أن الفخذ عورة ، ولا يدل أيضا على أنه ليس بعورة ، فأي شق مال إليه لا يدل عليه على أنه مال إلى أن الفخذ عورة حيث قال ، وحديث جرهد أحوط ، نعم لو كان فيه التصريح بعدم الحائل لدل على أنه ليس بعورة ، إذ لو كان عورة في هذه الحالة لما مكن النبي صلى الله عليه وسلم فخذه على فخذ زيد ، وقال بعضهم : والظاهر أن المصنف تمسك بالأصل ، ( قلت ) لم يبين ما مراده من الأصل ، فعلى كل حال لا يدل الحديث على مراده صريحا .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية