الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  332 ( وقال النضر : أخبرنا شعبة عن الحكم قال : سمعت ذرا يقول : عن ابن عبد الرحمن بن أبزى ، قال الحكم : وقد سمعته من ابن عبد الرحمن عن أبيه قال : قال عمار : الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  الكلام فيه على أنواع ، الأول : أنه تعليق ، وقد وصله مسلم عن إسحاق بن منصور عن النضر ، وأخرجه أبو نعيم في مستخرجه من طريق إسحاق بن راهويه عنه ، وقال الكرماني : قال النضر : من كلام البخاري ، والظاهر أنه علق عن النضر لأنه مات سنة ثلاث ومائتين بالعراق ، وكان البخاري حينئذ ابن سبع سنين ببخارى .

                                                                                                                                                                                  ( النوع الثاني في رجاله ) وهم تسعة ، الأول : النضر - بفتح النون وسكون الضاد المعجمة - ابن شميل ، والبقية ذكروا غير مرة ، وفيه القول أولا ، والإخبار بصيغة الجمع ثانيا ، والعنعنة ثالثا ، والقول رابعا وخامسا بينهما السماع ، والعنعنة سادسا ، والقول سابعا ، والسماع ثامنا ، والعنعنة تاسعا ، والقول عاشرا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قال الحكم " . . . إلخ إشارة إلى أن الحكم كما سمع هذا الخبر من ذر سمعه أيضا من شيخ ذر وهو سعيد بن عبد الرحمن فكأنه [ ص: 22 ] سمعه أولا من ذر ، ثم لقي سعيدا فأخذه عنه ، ولكن سماعه من ذر أثبت لوروده كذا في أكثر الروايات ، ثم . قوله : " وقال الحكم " يحتمل أن يكون تعليقا من البخاري ، ويحتمل أن يكون من كلام شعبة فيكون داخلا في إسناده ، كذا قاله الكرماني ( قلت ) يحتمل أن يكون من كلام النضر وهو الظاهر .

                                                                                                                                                                                  ( النوع الثالث في معناه ) . قوله : " الصعيد الطيب " أي الأرض الطاهرة ، وقد مر مرة أن الصعيد وجه الأرض فعيل بمعنى مفعول ، أي : : مصعود عليه ، وقال قتادة : الصعيد الأرض التي لا نبات فيها ولا شجر ، وقال أبو إسحاق الطيب النظيف ، وأكثر العلماء على أنه الطاهر ، وقيل : الحلال ، وقيل : الطيب ما تستطيبه النفس ، وذكر في الهداية في استدلال الشافعي على أن التيمم لا يجوز إلا بالتراب ؛ بقوله تعالى : فتيمموا صعيدا طيبا أي : : ترابا منبتا ، قاله ابن عباس ، ( قلت ) في شرحه الذي قاله عبد الله بن عباس رواه البيهقي من جهة قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : أطيب الصعيد حرث الأرض ، والاستدلال للشافعي بهذا غير موجه لأنه غير قائل باشتراط الإنبات في التراب الذي يجوز به التيمم ، وقال النووي : الإنبات ليس بشرط في الأصح .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يكفيه من الماء " يعني يكفي المسلم أي : : يجزيه عند عدم الماء . .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية