الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  490 161 - حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا هشام ، قال : حدثني أبي ، عن عائشة [ ص: 297 ] قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه ، فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، ( ( فإن قلت ) ) : كيف الظهور ، والترجمة : خلف النائم ، والحديث خلف النائمة ؟ ( قلت ) : قد ذكرنا أن الرجال والنساء واحد في الأحكام الشرعية ، إلا ما خصه الدليل ، أو أنه إذا جاز خلف النائمة فخلف النائم بالطريق الأولى ، أو أراد بالنائم الشخص النائم ذكرا كان أو أنثى .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) : وهم خمسة ، كلهم قد ذكروا ، ويحيى هو القطان ، وهشام بن عروة ، وأخرجه النسائي أيضا في الصلاة عن عبد الله بن سعيد ، عن يحيى بن سعيد القطان به .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر معناه ) : قوله : ( كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يصلي ) مثل هذا التركيب يفيد التكرار . قوله : ( وأنا راقدة ) جملة حالية . وقوله : ( معترضة ) صفة بعد صفة . قوله : ( أن يوتر ) ، أي : إذا أراد أن يصلي الوتر . قوله : ( أيقظني ) من الإيقاظ .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر ما يستفاد منه من الأحكام ) ، قال ابن بطال : الصلاة خلف النائم جائزة ، إلا أن طائفة كرهتها خوف ما يحدث من النائم فيشتغل المصلي به ، أو يضحكه فتفسد صلاته ، وقال مالك : لا يصلى إلى نائم ، إلا أن يكون دونه سترة ، وهو قول طاوس ، وقال مجاهد : أن أصلي وراء قاعد أحب إلي من أن أصلي وراء نائم ، ( ( فإن قلت ) ) : روى أبو داود عن ابن عباس أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال : ( لا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث ) ، وأخرجه ابن ماجه أيضا ، وروى البزار عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( نهيت أن أصلي إلى النائم والمتحدث ) ، وروى ابن عدي عن ابن عمر نحوه ، وروى الطبراني في ( الأوسط ) عن أبي هريرة نحوه ، ( قلت ) : قال أبو داود : طرق حديث ابن عباس كلها واهية ، وقال الخطابي : هذا الحديث ، يعني حديث ابن عباس ، لا يصح عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لضعف سنده ، ( قلت ) : وفي ( مسند ) أبي داود رجل مجهول ، وفيه عبد الله بن يعقوب ، لم يسم من حدثه ، ( قلت ) : وفي مسند ابن ماجه أبو المقدام هشام بن زياد البصري لا يحتج بحديثه ، وحديث ابن عمر ، وأبي هريرة واهيان أيضا ، وروى البزار أيضا من حديث أحمد بن يحيى الكوفي ، حدثنا إسماعيل بن صبيح ، حدثنا إسرائيل عن عبد الأعلى الثعلبي عن محمد بن الحنفية عن علي رضي الله تعالى عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي إلى رجل ، فأمره أن يعيد الصلاة ، قال : يا رسول الله ، إني صليت وأنت تنظر إلي ) ، قال هذا حديث لا يحفظ إلا بهذا الإسناد ، وكأن هذا المصلي كان مستقبل الرجل بوجهه ، ولم يتنح عن حياله ، وقال أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا إسماعيل بن علية ، عن ليث ، عن مجاهد يرفعه ، قال : ( لا يأتم بنائم ولا محدث ) ، وقال وكيع : حدثنا سفيان ، عن عبد الكريم أبي أمية ، عن مجاهد ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى خلف النوام والمتحدثين ) ، وعبد الكريم متروك الحديث . وفيه استحباب إيقاظ النائم للطاعة ، وفيه أن الوتر يكون بعد النوم .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية