الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  347 20 - ( حدثنا عبيد الله بن موسى قال : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة هذا للترجمة ظاهرة ؛ لأن قوله : " قد خالف بين طرفيه " هو الالتحاف الذي هو التوشح والاشتمال على المنكبين .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) وهم أربعة . الأول : عبيد الله بتصغير العبد بن موسى بن باذام ، أبو محمد العبسي مولاهم الكوفي ، قال البخاري : مات في سنة ثلاث عشرة ومائتين ، وقد مر في باب دعاؤكم إيمانكم .

                                                                                                                                                                                  الثاني : هشام بن عروة .

                                                                                                                                                                                  الثالث : عروة بن الزبير بن العوام .

                                                                                                                                                                                  الرابع : عمر بن أبي سلمة ، بضم العين ، واسم أبي سلمة عبد الله المخزومي ، أبو حفص ، ربيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولد بأرض الحبشة في السنة الثانية من الهجرة ، وقبض زمان عبد الملك بن مروان بالمدينة سنة ثلاث وثمانين .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وفيه العنعنة في موضعين ، وفيه أن رواته ما بين كوفي ومدني ، وفيه رواية التابعي عن التابعي عن الصحابي ؛ لأن هشاما تابعي روى عن أبيه وهو تابعي وروى هو عن صحابي ، وهذا سند عال جدا يشبه سند الثلاثيات ، ولو كان هشام يرويه عن صحابي لكان ثلاثيا حقيقة ؛ لأنه يكون حينئذ بين البخاري وبين [ ص: 60 ] الصحابي اثنين فيكون ثلاثيا ، وهنا بينه وبين الصحابي ثلاثة فيشبه الثلاثي من جهة العلو وليس بثلاثي حقيقة .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر تعدد موضعه ، ومن أخرجه غيره ) . أخرجه البخاري من ثلاثة طرق عن عبيد الله بن موسى ، وعن محمد بن المثنى ، وعن عبيد الله بن إسماعيل . وأخرجه مسلم في الصلاة أيضا عن يحيى بن يحيى ، وعن أبي كريب ، وعن أبي بكر بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم . وأخرجه الترمذي فيه عن قتيبة عن الليث . والنسائي عن قتيبة عن مالك . وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع الكل عن هشام بن عروة عن أبيه به . وبقية الكلام ظاهرة .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية