الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  474 145 - حدثنا عمرو بن زرارة ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل ، قال : كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر رجاله ) : وهم أربعة ، الأول : عمرو ، بالواو ، ابن زرارة ، بضم الزاي ، ثم بالراء قبل الألف ، وبعدها هاء ، أبو محمد النيسابوري ، مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين . الثاني : عبد العزيز بن أبي حازم . الثالث : أبوه حازم ، بالحاء المهملة ، وبالزاي ، اسمه سلمة بن دينار ، وقد تقدم في باب غسل المرأة أباها . الرابع : سهل بن سعد الساعدي ، وقد تقدم فيه أيضا .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر لطائف إسناده ) : فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وفيه العنعنة في موضعين ، وفيه القول ، وفيه عن أبيه ، وفي رواية أبي داود ، والإسماعيلي : أخبرني أبي ، وفيه سهل غير منسوب ، وفي رواية الأصيلي : عن سهل بن سعد .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر من أخرجه غيره ) : أخرجه مسلم في الصلاة عن يعقوب الدورقي ، وأبو داود فيه عن النفيلي ، والقعنبي .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر معناه ) : قوله : ( بين مصلى ) بفتح اللام ، وهو المكان الذي يصلى فيه ، والمراد به مقامه صلى الله عليه وسلم ، وكذا هو في رواية أبي داود ، قال : حدثنا القعنبي ، والنفيلي ، قال : حدثنا عبد العزيز ، هو ابن أبي حازم ، قال : أخبرني أبي عن سهل ، قال : ( كان بين مقام النبي صلى الله عليه وسلم وبين القبلة ممر العنز ) ، وقال الكرماني : المراد بالمصلى موضع القدم ، ( قلت ) : يتناول ذلك موضع القدم وموضع السجود أيضا . قوله : ( ممر الشاة ) ، وهو موضع مرورها ، وهو منصوب ؛ لأنه خبر كان ، والاسم قدر المسافة ، أو الممر ، والسياق يدل عليه ، كذا قاله الكرماني ، ثم قال : وفي بعضها بالرفع ، ( قلت ) : وجه الرفع أن تكون كان تامة ، ويكون ممر الشاة [ ص: 280 ] اسمها ، ولا يحتاج إلى خبر ، أو تكون ناقصة ، والخبر هو الظرف ، وفي رواية أبي داود : ( ممر العنز ) كما ذكرناه ، والعنز هو الماعز .

                                                                                                                                                                                  ( ذكر ما يستفاد منه ) : قال القرطبي : إن بعض المشايخ حمل حديث ممر الشاة على ما إذا كان قائما ، وحديث بلال رضي الله تعالى عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام لما صلى في الكعبة جعل بينه وبين القبلة قريبا من ثلاث أذرع على ما إذا ركع أو سجد ، قال : ولم يحد مالك في هذا حدا ، إلا أن ذلك بقدر ما يركع فيه ويسجد ، ويتمكن من دفع من يمر بين يديه ، وقيده بعض الناس بشبر ، وآخرون بثلاثة أذرع ، وبه قال الشافعي ، وأحمد ، وهو قول عطاء ، وآخرون بستة أذرع ، وذكر السفاقسي ، قال أبو إسحاق : رأيت عبد الله بن مغفل يصلي بينه وبين القبلة ستة أذرع ، وفي مصنف ابن أبي شيبة بسند صحيح نحوه ، وقد استقصينا الكلام في الباب السابق .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية