الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  688 109 - حدثنا أبو عاصم، عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم: الشهداء: الغرق، والمطعون، والمبطون، والهدم. قال: ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا، ولو يعلمون ما في الصف الأول لاستهموا.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: (ولو يعلمون ما في الصف الأول لاستهموا).

                                                                                                                                                                                  (ذكر رجاله) وهم خمسة كلهم قد ذكروا، وأبو عاصم النبيل اسمه الضحاك بن مخلد، وسمي بضم السين المهملة وفتح الميم وتشديد الياء آخر الحروف القرشي المخزومي أبو عبد الله المدني مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو صالح ذكوان السمان .

                                                                                                                                                                                  وفيه التحديث بصيغة الجمع في موضع واحد، والعنعنة في أربعة مواضع، ورواته ما بين بصري ومدني، فالبصري شيخ البخاري، والباقون مدنيون.

                                                                                                                                                                                  وأخرج البخاري هذا الحديث في باب فضل التهجير عن قتيبة عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة بأتم منه، ولفظه: الشهداء خمس: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله. وفيه: والصف الأول، وأخرجه في باب الاستهام في الأذان عن عبد الله بن يوسف عن مالك عن سمي إلى آخره، ولفظه: لو يعلم الناس ما في النداء الأول والصف الأول ثم لا يجدون إلا إن يستهموا لاستهموا .. الحديث، وليس فيه ذكر الشهداء، وذكرنا في البابين جميع ما يتعلق به من الأشياء. قوله: ( الغرق ) بكسر الراء بمعنى الغريق، والمبطون هو صاحب الإسهال، والهدم بكسر الدال. وقيل: بسكونها، وقال الكرماني : هو المهدوم، قلت: المهدوم هو الذي يهدم، وأما الهدم هو الذي يقع عليه الهدم كما في الحديث الماضي، وصاحب الهدم، والتهجير التبكير إلى كل شيء، والعتمة صلاة العشاء، والحبو الزحف على الاست، والاستهام الاقتراع، والمقدم ضد المؤخر، وهو أيضا أمر نسبي، ويروى الصف الأول فإن أردت الإمعان في الكلام فعليك بما في البابين المذكورين.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية