الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
الفصل الثاني: حياة الشيخ ابن باديس

المبحث الأول : التعريف بالشيخ ابن باديس

مـولـده : ولد الشيخ عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة [1] ، عاصمة الشرق الجزائري، في ثاني الربيعين من سنة 1307هـ، الموافق لليلة الجمعة 4 ديسمبر عام 1889م.

والـداه : والده هـو السيد محمد المصطفى بن مكي بن باديس، حافظ للقرآن الكريم.. كان يشتغل بالتجارة والفلاحة، يعد من أعيان مدينة قسنطينة وسراة أهلها، عرف بدفاعه عن حقوق المسلمين في الجزائر.. توفي سنة 1951م. أما أمه فهي السيـدة زهيـرة بنت علـي ابن جلول، من أسرة اشتهرت بالعلم والتدين [2] أسرتـه : أسرة ابن باديس مشهورة في شمالي إفريقيا، نبغ فيها عظماء الرجال، وكانت تجمع بين العلم والجاه.. تنحدر هـذه الأسرة من العائلة الصنهاجية، التي سطع نجمها في ميدان الإمارة والملك بالمغرب الأوسط في القرن الرابع الهجـري، كان منهـا الأميـر زيـري بن منـاد ابن منقوش، أمير صنهاجة التلية [3] ، ثم ابنه يوسف بن زيري الملقب (بولغين) ، [ ص: 61 ] [4] الذي استخلفه المعز لدين الله الفاطمي على كامل المغرب بعد ارتحاله إلى مصر.

ومن رجالات هـذه الأسرة المشهورين، الذين كان الشيخ عبد الحميد يفتخر بهم: المعز لدين الله بن باديس [5] ، الذي قاوم البدعة ودحرها، ونصر السنة وأظهرها، فأزال مذهب الشيعة الباطنية، وأعلن مذهب أهل السنة والجماعة مذهبا للدولة، وبالتالي انفصل عن الدولة الفاطمية بمصر، وكان ذلك في حدود سنة 404هـ، وقد توفي المعز لدين الله بن باديس في حدود سنة 454هـ [6] من هـذه النبذة القصيرة، تتضح لنا خصائص العائلة التي ينحدر منها ابن باديس، وعراقتها في ميادين الملك والعلم [7]

التالي السابق


الخدمات العلمية