الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب ذكر جهنم

قال عبد الله بن سلام : النار في الأرض .

وما يدل على أن النار في الأرض ما أخبرناه هبة الله بن محمد ، قال: أخبرنا الحسن بن علي ، قال: أخبرنا جعفر ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، قال: حدثنا حسين بن محمد ، قال: حدثنا خلف - يعني ابن خليفة – عن يزيد بن كيسان ، عن أبي خازم ، عن أبي هريرة ، قال: كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما فسمعنا وجبة ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون ما هذا؟" ، قلنا: الله ورسوله أعلم ، قال: "هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفا ، فالآن انتهى إلى قعرها" . انفرد بإخراجه مسلم .

فإن [قيل] : كيف تكون جهنم في الأرض ، وقد رآها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج؟

فجوابه من وجهين ، أحدهما: أنه رآها في الأرض في طريقه إلى بيت المقدس . وقد روينا عن عبادة بن الصامت أنه رئي على سور بيت المقدس الشرقي يبكي ، فقيل له في ذلك ، فقال: هاهنا أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه رأى جهنم .

والثاني: أنه لا يمتنع في القدرة أن يرى جهنم في الأرض وهو في السماء وقد بكى له بيت المقدس وهو بمكة فوصفه للقوم .

أخبرنا أبو الفتح الكروخي ، قال: أخبرنا أبو عامر الأزدي ، وأبو بكر الغورجي ، قال: أخبرنا الجراحي ، قال: حدثنا المحبوبي ، قال: حدثنا الترمذي ، قال: حدثنا [ ص: 182 ] عباس الدوري ، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير ، قال: حدثنا شريك ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، قال: " أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة" .

أخبرنا ابن الحصين ، قال: أخبرنا ابن المذهب ، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، قال: حدثنا محمد بن جعفر ، قال: حدثنا شعبة ، عن سليمان ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الأرض لأمرت على أهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن هو طعامه وليس له طعام غيره" .

أنبأنا أحمد بن الحسين البناء ، أخبرنا عنه ابن ناصر ، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن الأبنوسي ، قال: أخبرنا أبو الحسين بن أخي هما: قال: أخبرنا ابن صفوان ، قال: حدثنا أبو بكر القرشي ، قال: حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال:

حدثنا حجاج ، قال: أخبرنا ابن جريج في قوله تعالى: لها سبعة أبواب أولها جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم السقر ، ثم الجحيم ، وفيها أبو جهل ، ثم الهاوية .

قال القرشي : وحدثني حمزة بن العباس ، قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان ، قال: حدثنا ابن المبارك ، قال: أخبرنا عنبسة بن سعيد ، عن حبيب بن أبي عمرة ، عن مجاهد ، قال ابن عباس : أتدري ما سعة جهنم ؟ قلت: لا ، قال: إن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفا يجري فيها أودية القيح والدم ، قلت له: أنهار ، قال: لا بل أودية .

قال كعب : الفلق بيت في النار إذا فتح صاح منه جميع أهل النار .

وقال أبو المثنى الأملوكي : إن في النار أقواما يربطون بنواعير من نار يدور بهم ملك النواعير ، ما لهم فيها راحة ولا فترة . [ ص: 183 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية