الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب ذكر السماء والسموات

قال: لما خلق -عز وجل- الماء ثار منه دخان فبنى منه السموات ، وتمت وما فيها من الشمس والقمر والنجوم والأفلاك والملائكة في يومين بعد خلق الأرضين وما فيهن في أربعة أيام .

وقال أبو الخلد : والسماء موج مكفوف .

وقال كعب : السماء أشد بياضا من اللبن .

قال القاسم بن أبي برة : السماء بيضاء ، ولكن من بعد ترى خضراء .

وقال إياس بن معاوية : السماء على الأرض مثل القبة .

وقال الربيع بن أنس : السموات أولها موج مكفوف ، والثانية من صخر ، والثالثة من حديد ، والرابعة من صفر ونحاس ، والخامسة من فضة ، والسادسة من ذهب ، والسابعة من ياقوتة حمراء .

وذكر أبو الحسين أحمد بن جعفر : أن لا اختلاف بين العلماء في أن السماء مثال الكرة ، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدور الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين أحدهما في ناحية الشمال ، والآخر في ناحية الجنوب .

ويدل على ذلك أن الكواكب جميعا تبدو من المشرق فترتفع قليلا على ترتيب [ ص: 184 ] واحد في حركاتها وتقادير أجرامها إلى أن تتوسط السماء ثم تنحدر على ذلك الترتيب كأنها ثابتة في كرة تديرها جميعا دورا واحدا .

وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع أجرامها من البرد مثل الكرة ، ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوحد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب ، وكرة الأرض مثبتة في وسط كرة السماء كالنقطة من الدائرة يدل على ذلك أن جرم كل كوكب يرى في جميع نواحي السماء على قدر واحد ، فيدل على ذلك أن ما بين السماء والأرض من جميع الجهات بقدر واحد كاضطرار أن تكون الأرض وسط السماء .

التالي السابق


الخدمات العلمية