الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أبو عاصم ) وفي نسخة أبو العاصم ( عن محمد بن رفاعة ) بكسر الراء [ ص: 126 ] ( عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي ) وفي نسخة رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - قال : تعرض الأعمال ) أي : على الله تعالى كما في رواية المصنف في غير هذا الكتاب ، وفي رواية النسائي على رب العالمين ( يوم الاثنين والخميس ، فأحب أن يعرض عملي ) أي : فيهما ( وأنا صائم ) جملة حالية من فاعل فأحب والفاء لسببية السابق للاحق ، وهو لا ينافي أن يكون لصيامه فيهما سبب آخر لما ثبت عند مسلم عن أبي قتادة قال : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم الاثنين ، فقال : فيه ولدت وفيه أنزل علي أي : أول إنزال القرآن ، ولا يعارضه عرضها ليلا أو نهارا كما دل عليه حديث نزول ملائكة الليل والنهار لرفع ذلك ، وعرضه وحديث مسلم يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ; لأن هذا عرض تفصيلي ، وذاك عرض إجمالي ، ويعرض أيضا ليلة النصف من شعبان أو ليلة القدر عرضا تفصيليا ، وذاك عرض إجمالي أيضا لكنه أعم من ذلك لأنه عرض أعمال السنة ، وذلك لأعمال الأسبوع ، وفيما بينهما عرض الأعمال الليلية أو الأعمال النهارية ، وقال الحليمي : إن ملائكة الأعمال يتناوبون فيقيم فريق منهم من الاثنين إلى الخميس فيعرجون ، وفريق من الخميس إلى الاثنين ، فيعرجون وكلما عرج فريق قرأ ما كتب في موقفه من السماوات ، فيكون ذلك عرضا في الصورة ، فلذا يحسبه الله تعالى عباده للملائكة ، فأما هو في نفسه جل جلاله فغني عن عرضهم ، ونسخهم وهو أعلم باكتساب عباده منهم . انتهى .

ويؤيده قوله تعالى وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار .

التالي السابق


الخدمات العلمية