الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا الحسن بن علي الخلال ) بفتح المعجمة وتشديد اللام الأولى ( حدثنا بشر بن عمر قال : سمعت مالك بن أنس عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان ) بفتحتين ( قال : دخلت على عمر فدخل عليه عبد الرحمن بن عوف وطلحة وسعد وجاء علي والعباس يختصمان فقال لهم ) أي : للثلاثة ( عمر أنشدكم ) بفتح الهمزة وضم المعجمة أي : أسألكم أو أقسم عليكم ( بالذي بإذنه ) أي : بأمره وقضائه ، وقدره ( تقوم السماء والأرض ) أي : تثبت ، ولا تزول ، وهو أولى من قول ابن حجر أي : تدوم ( أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لا نورث ما تركنا صدقة ) بالرفع ، وقد تقدم ( فقالوا : اللهم نعم ) بفتح العين ، ويجوز كسرها ، وبه قرأ الكسائي ، وهو جواب الاستفهام أي : نعم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال كذا ، وتصديره باللهم إما لتأكيد الحكم أو للاحتياط والتحرز عن الوقوع في الغلط والكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ومن المعلوم أن الميم فيه بدل عن حرف النداء أو المقصود من النداء في حقه سبحانه هو التضرع والتذلل لا حقيقة النداء فإنه ليس ببعيد حتى ينادى ، ولا بغائب حضوره يرتجى [ ص: 289 ] بل هو أقرب إلى العبيد من حبل الوريد ( وفي الحديث قصة طويلة ) بسطها مسلم في صحيحه ، وقد أتينا ببعض ما يتعلق بها في المرقاة شرح المشكاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية