الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      تنبيهان [ التنبيه ] الأول

                                                      هذا الخلاف في أن المأمور متى يصير مأمورا ؟ هل من الأزل وإن كان معدوما أو يتوقف على وجوده وشروط أخرى ؟ وإن كان أنشأ الأمر متقدما يضاهيه البحث في الطلاق المعلق . [ ص: 106 ]

                                                      الحنفية يقولون : بالتعليق ينعقد سببه ، وعند الصفة تعذر إنشاؤه ويجعل كالنازل ذلك الوقت ، وغيرهم من الشافعية والمالكية يقولون : إن التعليق المتقدم هو العلة فيؤثر عند وجود الصفة . هذا هو الصحيح .

                                                      ويتخرج عليها أن الطبقة الثانية من الموقوف عليهم يحتمل أن يقال : هو كذلك موقوف عليهم الآن ، وإنما يتأخر مصرفه ، ويحتمل أن يقال : إنما يصير موقوفا عليه إذا انقرض من قبله ولعل خلاف الحنفية لا يأتي في ذلك . وإذا قلنا : إنه موقوف عليهم في حياة الطبقة الأولى فهل نقول : إنه من أهل الوقف ؟ ويحتمل أن لا يقال به ، وهو الأظهر ، لأن أهل الشيء هو المستقر في استحقاقه .

                                                      ألا ترى إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم { فأما أهل النار الذين هم أهلها } ؟ فكذلك يقول : إن من شرط اسم الوقف الاستحقاق .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية