الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6066 18 حدثني يحيى بن موسى ، حدثنا وكيع ، حدثنا إسماعيل ، عن قيس قال : سمعت خبابا وقد اكتوى يومئذ سبعا في بطنه ، وقال : لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن ندعو بالموت لدعوت بالموت ، إن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - مضوا ولم تنقصهم الدنيا بشيء ، وإنا أصبنا من الدنيا ما لا نجد له موضعا إلا التراب .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : " ولم تنقصهم الدنيا . . . إلى آخره " يستخرجها من أمعن النظر فيه .

                                                                                                                                                                                  ويحيى بن موسى بن عبد ربه البلخي يقال له : خت ، وإسماعيل هو ابن أبي خالد وقيس هو ابن أبي حازم ، وخباب هو ابن الأرت .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب المرضى في باب تمني المريض الموت ، فإنه أخرجه هناك عن آدم ، عن شعبة ، عن إسماعيل . . . الخ .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ولم تنقصهم الدنيا " أي : لم تدخل الدنيا فيهم نقصا بوجه من الوجوه أي : لم يشتغلوا بجمع المال بحيث يلزم في كمالهم نقصان .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إلا التراب " أراد به بناء الحيطان بقرينة قوله في الحديث الذي يليه وهو يبني حائطا ، ولولا ذلك لكان اللفظ محتملا لإرادة الكنز ودفن الذهب في الأرض ، وقال الداودي : يعني لا يكاد ينجو من فتنة المال إلا من مات وصار إلى التراب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية