الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6101 53 - حدثني عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : سألت أم المؤمنين عائشة قلت : يا أم المؤمنين كيف كان عمل النبي صلى الله عليه وسلم ؟ هل كان يخص شيئا من الأيام ؟ قالت : لا ، كان عمله ديمة ، وأيكم يستطيع ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستطيع ! .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 65 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 65 ] مطابقته للجزء الثاني للترجمة ، وجرير بن عبد الحميد ، ومنصور بن المعتمر ، وإبراهيم النخعي ، وعلقمة بن قيس وهو خال إبراهيم ، ورجال السند كلهم كوفيون . والحديث مضى في الصوم عن مسدد ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " هل كان يخص شيئا من الأيام " أي : بعبادة مخصوصة لا يفعل مثلها في غيره ، فقالت : " لا " . قيل : هو معارض بقولها : " ما رأيته أكثر صياما منه في شعبان " ، وأجيب بأنه لا تعارض ، لأنه كان كثير الأسفار فلا يجد سبيلا إلى صيام الثلاثة الأيام من كل شهر فيجمعها في شعبان ، وإنما كان يوقع العبادة على قدر نشاطه وفراغه من جهاده . قوله : " ديمة " بكسر الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف ، أي : دائما ، والديمة في الأصل : المطر المستمر بسكون بلا رعد ولا برق ثم استعمل في غيره ، وأصل ديمة دومة ، قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها . قوله : " وأيكم يستطيع .. " إلى آخره ، أي : في العبادة بحسب الكم وبحسب الكيف من خشوع وخضوع وإخبات .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية