الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6301 53 - حدثنا عبد العزيز ، حدثنا إبراهيم ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، ح وحدثنا الحجاج ، حدثنا عبد الله بن عمر النميري ، حدثنا يونس بن يزيد الأيلي، قال : سمعت الزهري، قال : سمعت عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن حديث عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا ، فبرأها الله مما قالوا : كل حدثني طائفة من الحديث فأنزل الله إن الذين جاءوا بالإفك العشر الآيات كلها في براءتي .

                                                                                                                                                                                  فقال أبو بكر الصديق وكان ينفق على مسطح لقرابته منه : والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ، فأنزل الله ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى الآية .

                                                                                                                                                                                  قال أبو بكر : بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه ، وقال : والله لا أنزعها عنه أبدا .


                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للجزء الثاني للترجمة في قوله : " والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا " وهو مطابق لترك اليمين في المعصية لأنه حلف أن لا ينفع مسطحا أبدا لكلامه في عائشة ، فكان حالفا على ترك طاعة فنهي عن الاستمرار على ما حلف عليه ، فيكون النهي عن الحلف على فعل المعصية بطريق الأولى .

                                                                                                                                                                                  ثم إنه أخرج هذه القطعة من حديث الإفك المطول من طريقين : الأول عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن صالح بن كيسان ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري .

                                                                                                                                                                                  والثاني : عن حجاج بن منهال ، عن عبد الله بن عمر النميري بضم النون وفتح الميم وسكون الياء آخر الحروف ، عن يونس بن يزيد الأيلي بفتح الهمزة وسكون الياء آخر الحروف نسبة إلى [ ص: 198 ] مدينة أيلة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام ، وهي اليوم خرابة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وطائفة " أي قطعة ، وقد مضى الكلام فيه مستوفى في باب حديث الإفك في كتاب المغازي .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية