الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6078 قال النضر : أخبرنا شعبة ، وحدثنا حبيب بن أبي ثابت والأعمش وعبد العزيز بن رفيع ، حدثنا زيد بن وهب بهذا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قال النضر بن شميل . . . إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  قوله : " بهذا " أي : بالحديث المذكور ، قيل : الغرض بهذا التعليق تصريح الشيوخ الثلاثة المذكورين بأن زيد بن وهب حدثهم قال الإسماعيلي : ليس في حديث شعبة قصة المكثرين والمقلين إنما فيه " من مات لا يشرك به شيئا " والعجب من أبي عبد الله كيف أطلق هذا الكلام ؟ أخبرنيه الحسن ، حدثنا حميد يعني : ابن زنجويه ، حدثنا النضر بن شميل ، أنا شعبة ، حدثنا حبيب بن أبي ثابت والأعمش وعبد العزيز بن رفيع قالوا : سمعنا زيد بن وهب ، عن أبي ذر قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : " إن جبريل عليه السلام أتاني فبشرني أن من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، قلت : وإن زنى وسرق ؟ قال : وإن زنى وسرق " قال سليمان يعني الأعمش : وإنما يروي هذا الحديث عن أبي الدرداء قال : أما أنا فإنما سمعته من أبي ذر ، أخبرنيه يحيى بن محمد الحنائي ، حدثنا عبيد الله بن معاذ ، حدثنا أبي ، حدثنا شعبة ، عن حبيب وبلال والأعمش وعبد العزيز المكي ، سمعوا زيد بن وهب ، عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم . . . الحديث . قال : ورواه أبو داود عن شعبة فذكرهم ، ولم يذكر بلالا ولم يزد على هذه القصة ، أخبرنيه الهيثم الدوري ، حدثنا زيد بن أخزم ، حدثنا أبو داود ، حدثنا شعبة ، عن بلال وهو أبي مرداس ، ويقال : ابن معاذ تفرد بهذا الحديث عنه ، ورواه شعبة أيضا عن المعرور بن سويد ، سمع أبا ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل قصة من مات لا يشرك بالله شيئا ، أخبرنيه الحنائي ، حدثنا عبيد الله ، حدثنا أبي ، حدثنا شعبة ، وقال بعضهم : وقد تبع الإسماعيلي على اعتراضه المذكور جماعة منهم : مغلطاي ومن بعده .

                                                                                                                                                                                  قلت : فيه إساءة الأدب حيث قال مغلطاي بطريق الاستهتار وأراد بقوله : ومن بعده صاحب ( التوضيح ) الشيخ سراج الدين بن الملقن وهو شيخه ، والكرماني أيضا ، ثم تصدى للجواب عن الاعتراض المذكور بقوله : الجواب عن البخاري واضح على طريقة أهل الحديث لأن مراده أصل الحديث [ ص: 52 ] فإن الحديث المذكور في الأصل قد اشتمل على ثلاثة أشياء ، فيجوز إطلاق الحديث على كل واحد من الثلاثة إذا أفرد ، فقول البخاري بهذا أي بأصل الحديث لا خصوص اللفظ المساق . انتهى .

                                                                                                                                                                                  قلت : الاعتراض باق على ما لا يخفى ، لأن الإطلاق في موضع التقييد غير جائز ، وقوله : بهذا أي : بأصل الحديث إلى آخره غير سديد ; لأن الإشارة بلفظ هذا تكون للحاضر ، والحاضر هو اللفظ المساق ، والمراد من ثلاثة أشياء ثلاثة أحاديث :

                                                                                                                                                                                  الأول : قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا .

                                                                                                                                                                                  الثاني : حديث المكثرين والمقلين .

                                                                                                                                                                                  والثالث : حديث : من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية