الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6011 65 - حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد ، وانقل حماها إلى الجحفة ، اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  ذكرت المطابقة هنا بنوع من التعسف وهو أنها تؤخذ من قوله : " وانقل حماها " باعتبار أن تكون الحمى مرضا عاما فتكون [ ص: 8 ] المطابقة للجزء الأول للترجمة ، وقيل : في بعض طرق حديث الباب فقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله .

                                                                                                                                                                                  قلت : فيه بعد لأن المطابقة لا تكون إلا بين الترجمة وحديث الباب بعينه ، وسفيان هو الثوري .

                                                                                                                                                                                  والحديث مختصر من حديث أوله : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال رضي الله تعالى عنهما ، وتقدم في آخر كتاب الحج ، وتقدم الكلام فيه ، والجحفة بضم الجيم وسكون الحاء المهملة وبالفاء ميقات أهل مصر والشام في القديم ، والآن أهل الشام يحرمون من ميقات أهل المدينة ، وكان سكانها في ذلك الوقت يهود ، وفيه الدعاء على الكفار بالأمراض والبليات .

                                                                                                                                                                                  قوله : " في مدنا " أي : فيما نقدر به إذ بركته مستلزمة لبركته ، والمراد كثرة الأقوات من الثمار والغلات .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية