الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6041 95 - حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا عبد الملك بن عمرو ، حدثنا عمر بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون قال : من قال عشرا كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل ، قال عمر بن أبي زائدة : وحدثنا عبد الله بن أبي السفر ، عن الشعبي ، عن الربيع بن خثيم مثله ، فقلت للربيع : ممن سمعته ؟ فقال : من عمرو بن ميمون ، فأتيت عمرو بن ميمون فقلت : ممن سمعته ؟ فقال : من ابن أبي ليلى ، فأتيت ابن أبي ليلى فقلت : ممن سمعته ؟ فقال : من أبي أيوب الأنصاري يحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق : حدثني عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي أيوب قوله عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقال موسى : حدثنا وهيب ، عن داود ، عن عامر ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي أيوب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقال إسماعيل : عن الشعبي عن الربيع قوله . وقال آدم : حدثنا شعبة ، حدثنا عبد الملك بن ميسرة ، سمعت هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم وعمرو بن ميمون ، عن ابن مسعود قوله . وقال الأعمش وحصين ، عن هلال ، عن الربيع ، عن عبد الله قوله . ورواه أبو محمد الحضرمي ، عن أبي أيوب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  عبد الله بن محمد المعروف بالمسندي ، وعبد الملك بن عمرو بفتح العين أبو عامر العقدي بفتح العين المهملة وفتح القاف مشهور بكنيته أكثر من اسمه ، وعمر بضم العين ابن أبي زائدة على وزن فاعلة من الزيادة واسمه خالد وقيل : ميسرة ، وهو أخو زكريا بن أبي زائدة الهمداني ، وزكريا أكثر حديثا منه وأشهر ، مات سنة تسع وأربعين ومائة ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي التابعي الصغير ، وعمرو بن ميمون الأودي بالواو والدال المهملة التابعي الكبير المخضرم ، أدرك الجاهلية ، وهو الذي رجم القردة في حكايته المشهورة ، وكان بالشام ثم سكن بغداد ، وسمع معاذ بن جبل باليمن والشام عندهما وعمر بن الخطاب وابن مسعود وسعد بن أبي وقاص عند البخاري ، وسمع ابن أبي ليلى وعائشة وابن مسعود عند مسلم ، مات في ولاية الحجاج قبل الجماجم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قال : من قال عشرا " أي : من قال : لا إله إلا الله وحده . . . إلى آخره عشر مرات كان كمن أعتق رقبة واحدة من ولد إسماعيل عليه السلام ، ولا يخفى أن النسبة بين الحديثين محفوظة ، إذ نسبة المائة إلى العشرة كنسبة العشرة إلى الرقبة الواحدة ، وهكذا ذكره البخاري مختصرا مرسلا ، ورواه مسلم مطولا ، وقال : حدثنا سليمان بن عبيد الله أبو أيوب الغيلاني ، حدثنا أبو عامر - يعني : العقدي - حدثنا عمر بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون قال : من قال : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات ، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت : ما وجه تخصيص الذكر من ولد إسماعيل عليه السلام ؟

                                                                                                                                                                                  قلت : لأن عتق من كان من ولده له فضل على عتق غيره وذلك أن محمدا وإسماعيل [ ص: 24 ] وإبراهيم صلوات الله عليهم وسلامه بعضهم من بعض .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قال عمر بن أبي زائدة " هكذا هو في رواية الأكثرين ، وفي رواية أبي ذر قال عمر غير منسوب .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وحدثنا عبد الله بن أبي السفر " بفتح السين المهملة وفتح الفاء ، وقيل : بتسكينها وهو غير صحيح ، واسم أبي السفر سعيد بن محمد الثوري الهمداني الكوفي ، مات في خلافة مروان .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت : ما هذه الواو في قوله : " وحدثنا " ؟

                                                                                                                                                                                  قلت : هو واو العطف على قوله : عن أبي إسحاق ، تقديره : قال عمر بن أبي زائدة حدثنا أبو إسحاق ، وحدثنا عبد الله بن أبي السفر ، عن عامر بن شراحيل الشعبي ، عن الربيع بفتح الراء وكسر الباء الموحدة ابن خثيم بضم الخاء المعجمة وفتح الثاء المثلثة وسكون الياء آخر الحروف والميم ابن عائذ بن عبد الله الثوري الكوفي سمع عبد الله بن مسعود عند البخاري ، وعمرو بن ميمون عندهما مات في ولاية عبد الله بن زياد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " مثله " أي : مثل ما رواه أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون ، وحاصل ذلك أن عمر بن أبي زائدة أسنده عن شيخين ( أحدهما ) عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون موقوفا ، ( والثاني ) عن عبد الله بن أبي السفر ، عن الشعبي ، عن الربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي أيوب خالد الأنصاري الخزرجي مرفوعا وهو معنى قوله : فقلت للربيع : ممن سمعته ، إلى قوله : يحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أي : يحدث أبو أيوب عبد الرحمن بن أبي ليلى عن النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وقال إبراهيم بن يوسف " هذا تعليق أفاد التصريح بتحديث عمرو لأبي إسحاق ، وإبراهيم هذا يروي عن أبيه يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق عمرو السبيعي الكوفي ، وهو يروي عن جده أبي إسحاق قال : حدثني عمرو بن ميمون ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي أيوب الأنصاري قوله عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وقال موسى " أي : ابن إسماعيل المنقري التبوذكي ، أحد مشايخ البخاري ، إنما أتى بلفظ قال لأنه تحمل منه مذاكرة ونقلا ، أو هو تعليق ، وهو يروي عن وهيب مصغر وهب بن خالد عن داود بن أبي هند القشيري البصري ، واسم أبي هند دينار ، وداود يروي عن عامر الشعبي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي أيوب خالد الأنصاري ، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، ووصل هذا التعليق أبو بكر بن أبي خيثمة في تاريخه حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا وهيب بن أبي خالد ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر الشعبي ولفظه : كان له من الأجر مثل من أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل عليه السلام .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وقال إسماعيل " أي : ابن أبي خالد الأحمسي البجلي ، وقد مر ذكره عن قريب وهو يروي عن عامر الشعبي عن الربيع بن خثيم قوله أي : قول الربيع ، وأشار به إلى أنه موقوف .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وقال آدم " أي : ابن أبي إياس أحد مشايخ البخاري حدثنا شعبة ، حدثنا عبد الملك بن ميسرة الزراد أبو زيد العامري قال : سمعت هلال بن يساف بفتح الياء آخر الحروف وكسرها وبالسين المهملة وبالفاء الأشجعي ، عن الربيع بن خثيم ، وعمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وهذا أيضا " إما مذاكرة وإما تعليق ، ووقع عند الدارقطني أن البخاري قال فيه : حدثنا آدم ، فعلى هذا يكون موصولا ، وأخرجه النسائي من رواية محمد بن جعفر عن شعبة بسنده المذكور وساق المتن ، ولفظه عن عبد الله هو ابن مسعود قال : لأن أقول لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له . . . الحديث ، وفيه : أحب إلي من أربع رقاب .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وقال الأعمش " أي : سليمان ، وحصين مصغر الحصن بالمهملتين والنون ابن عبد الرحمن السلمي الكوفي ، كلاهما عن هلال بن يساف ، عن الربيع بن خثيم ، عن عبد الله بن مسعود ، وأما تعليق الأعمش فوصله النسائي من طريق وكيع عنه ولفظه : عن عبد الله بن مسعود قال : من قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وقال فيه : كان له عدل أربع رقاب من ولد إسماعيل عليه السلام ، وأما تعليق حصين فوصله محمد بن الفضل في كتاب الدعاء له حدثنا حصين بن عبد الرحمن فذكره ، ولفظه : قال عبد الله : من قال أول النهار : لا إله إلا الله ، فذكره بلفظ كن كعدل أربع رقاب تحرر من ولد إسماعيل .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ورواه " أي : وروى الحديث المذكور أبو محمد الحضرمي ، كذا في رواية أبي ذر والنسفي ، وفي رواية غيرهما ، وقال أبو محمد : ولا يعرف اسمه ، وكان يخدم أبا أيوب ، وقال الحافظ المزي : إنه أفلح مولى أبي أيوب ، وقال الدارقطني : لا يعرف أبو محمد إلا في هذا الحديث ، وليس له في الصحيح إلا هذا الموضع ، ووصله الإمام أحمد والطبراني من طريق سعيد بن إياس الجريري ، عن أبي الورد بفتح الواو وسكون الراء ، واسمه ثمامة بن حزن بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي وبالنون القشيري ، [ ص: 25 ] عن أبي محمد الحضرمي ، عن أبي أيوب الأنصاري قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة نزل علي فقال : يا أبا أيوب ألا أعلمك ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : ما من عبد يقول إذا أصبح : لا إله إلا الله ، فذكره ، إلا كتب الله له بها عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، وإلا كن له عند الله عدل عشر رقاب يحررن ، وإلا كان في جنة من الشيطان حتى يمسي ، ولا قالها حين يمسي إلا كان كذلك ، قال : قلت لأبي محمد : أنت سمعتها من أبي أيوب ؟ قال : والله لسمعتها من أبي أيوب رضي الله تعالى عنه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية