الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6088 40 - حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن إسماعيل ، حدثنا قيس قال : سمعت سعدا يقول : إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله ، ورأيتنا نغزو وما لنا طعام إلا ورق الحبلة وهذا السمر ، وإن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط ، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام خبت إذا وضل سعيي .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة لأن فيه بيان عيش سعد وغيره على الوجه المذكور .

                                                                                                                                                                                  ويحيى هو ابن سعيد القطان ، وإسماعيل هو ابن أبي خالد ، وقيس هو ابن أبي حازم ، وسعد هو ابن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في فضل سعد عن عمرو بن عوف ، وفي الأطعمة عن عبد الله بن محمد ، وأخرجه مسلم في آخر الكتاب عن يحيى بن حبيب ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لأول العرب " اللام فيه للتأكيد ، وفي رواية الترمذي : إني لأول رجل أهرق دما في سبيل الله .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ورأيتنا " بضم التاء المثناة من فوق أي : ورأيت أنفسنا .

                                                                                                                                                                                  قوله : " نغزو " من الغزو في سبيل الله .

                                                                                                                                                                                  قوله : " الحبلة " بضم الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة ، وقيل : بفتحها أيضا وهي ثمر السلم أو ثمر عامة العضاه ، وهي بكسر العين المهملة وتخفيف الضاد المعجمة شجر له شوك كالطلح والعوسج .

                                                                                                                                                                                  قوله : " السمر " بضم الميم شجر ، وفي مسلم: ما تأكل إلا ورق الحبلة وهذا السمر .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ليضع " كناية عن التغوط أي : ليضع الذي يخرج منه عند التغوط .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ما له خلط " بكسر الخاء المعجمة وسكون اللام يعني لا يختلط بعضه ببعض لجفافه وشدة يبسه الناشئ عن تقشف العيش .

                                                                                                                                                                                  قوله : " بنو أسد " قبيلة وهي أسد بن خزيمة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " تعزرني " أي : تقومني بالتعليم على أحكام الدين وهو من التعزير وهو التوقيف على الأحكام والفرائض ، ومنه تعزير السلطان وهو التقويم بالتأديب .

                                                                                                                                                                                  قوله : " على الإسلام " ويروى على الدين .

                                                                                                                                                                                  قوله : " خبت " من الخيبة وهي الحرمان والخسران .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وضل سعيي " ويروى : وضل عملي ، قيل : كيف جاز لسعد أن يمدح نفسه ومن شأن المؤمن ترك ذلك لورود النهي عنه ؟ وأجيب بأن الجهال لما عيروه بأنه لا يحسن الصلاة فاضطر إلى ذكر فضله والمدحة إذا خلت عن البغي والاستطالة ، وكان مقصود قائلها إظهار الحق وشكر نعمة الله لم يكره ذلك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية