الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6136 88 - حدثنا مالك بن إسماعيل ، حدثنا زهير ، حدثنا حميد ، عن أنس رضي الله عنه ، كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة ، قال : وحدثني محمد ، أخبرنا الفزاري وأبو خالد الأحمر ، عن حميد الطويل ، عن أنس ، قال : كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء ، وكانت لا تسبق ، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها ، فاشتد ذلك على المسلمين ، وقالوا : سبقت العضباء ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن حقا على الله أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه . .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن في طرق هذا الحديث عند النسائي بلفظ " حق على الله أن لا يرفع شيء نفسه في الدنيا إلا وضعه " ففيه إشارة إلى ذم الترفع والحض على التواضع والإعلام بأن أمور الدنيا ناقصة غير كاملة .

                                                                                                                                                                                  وأخرج البخاري هذا الحديث من طريقين ، أحدهما : عن مالك بن إسماعيل بن زياد أبي غسان النهدي الكوفي ، عن زهير بن معاوية ، عن حميد الطويل بن أبي حميد ، عن أنس بن مالك ، والآخر : عن محمد بن سلام ، قاله الكلاباذي ، عن مروان بن معاوية الفزاري ، بفتح الفاء وتخفيف الزاي وبالراء ، عن أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان ، بتشديد الياء آخر الحروف ، الأزدي .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الجهاد في باب ناقة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، فإنه أخرجه بالطريق الأول بعين إسناده ومتنه عن مالك بن إسماعيل عن زهير عن حميد عن مالك إلى آخره .

                                                                                                                                                                                  قوله : " العضباء " بفتح العين المهملة وسكون الضاد المعجمة وبالمد ، الناقة المشقوقة الأذن ، ولكن ناقة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لم تكن مشقوقة الأذن لكن صار هذا لقبا لها . قوله : " لا تسبق " على صيغة المجهول . قوله : " على قعود " بفتح القاف ، وهو البكر من الإبل حين يمكن ظهره للركوب ، وأدنى ذلك سنتان .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية