الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4818 [ 2597 ] وعن عبد الله بن عمرو قال: هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال: فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية ، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب ، فقال: " إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب" .

                                                                                              رواه مسلم (2666).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ) أي : خرجت إليه في الهاجرة ، وهي : شدة الحر .

                                                                                              و (قوله : فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية ، فخرج يعرف في وجهه الغضب ، فقال : " إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب ") هذا الاختلاف لم يكن اختلافا في القراءة ، لأنه صلى الله عليه وسلم قد سوغ أن يقرأ القرآن على سبعة أحرف كما تقدم ، ولم يكن أيضا في كونها قرآنا ، لأن ذلك معلوم لهم ضرورة ، ومثل هذا لا يختلف فيه المسلمون ، ولا يقرون عليه ؛ فإنه كفر ، فلم يبق إلا أنه كان اختلافا في المعنى . ثم تلك الآية يحتمل أن كانت من المحكمات الظاهرة المعنى ، فخالف فيها أحدهما الآخر ، إما لقصور فهم ، وإما لاحتمال بعيد ، فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ؛ إذ قد ترك الظاهر الواضح ، وعدل إلى ما ليس كذلك ، ويحتمل أن كانت من المتشابه ، فتعرضوا لتأويلها ، فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، فيكون فيه حجة لمذهب السلف في التسليم للمتشابهات ، وترك تأويلها .




                                                                                              الخدمات العلمية