الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4772 (41) باب إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده والأرواح أجناد

                                                                                              [ 2565 ] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه ، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء . قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه . قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلانا فأبغضوه ، قال: فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء في الأرض".

                                                                                              رواه أحمد ( 2 \ 514 )، والبخاري (3209)، ومسلم (2637) (157)، والترمذي (3161).

                                                                                              [ ص: 643 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 643 ] (41) ومن باب : إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده

                                                                                              والأرواح أجناد مجندة ، والمرء مع من أحب

                                                                                              قد تقدم أن معنى محبة الله للعبد : إرادة إكرامه وإثابته . ولأعمال العباد : إثابتهم عليها ، وأن محبة الله تعالى منزهة عن أن تكون ميلا للمحبوب ، أو شهوة ؛ إذ كل ذلك من صفاتنا ، وهي دليل حدوثنا ، والله تعالى منزه عن كل ذلك .

                                                                                              وأما محبة الملك فلا بعد في أن تكون على حقيقتها المعقولة في حقوقنا ، ولا إحالة في شيء من ذلك . وإعلام الله تعالى جبريل ، وإعلام جبريل الملائكة بمحبة العبد المذكور تنويه به ، وتشريف له في ذلك الملأ الكريم ، وليحصل من المنزلة المنيفة على الحظ العظيم ، وهذا من نحو قوله صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله تعالى حيث قال : " أنا مع عبدي إذا ذكرني ؛ إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم " . ويجوز أن يراد بمحبة الملائكة : ثناؤهم عليه واستغفارهم له ، وإكرامهم له عند لقائه إياهم .

                                                                                              [ ص: 644 ] و (قوله : " ثم يوضع له القبول في الأرض ") يعني بالقبول : محبة قلوب أهل الدين والخير له ، والرضا به ، والسرور بلقائه ، واستطابة ذكره في حال غيبته ، كما أجرى الله تعالى عادته بذلك في حق الصالحين من سلف هذه الأمة ومشاهير الأئمة . والقول في البغض على النقيض من القول في الحب .




                                                                                              الخدمات العلمية